الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ← أولها الأحد وآخرها
الجمعة ثم استوى على العرش ← هو في اللغة سرير الملك استواءً يليق به مالكم ← يا كفار مكة من دونه ← أي: غيره من وليٍّ ← اسم ما بزيادة من، أَي: ناصر ولا
شفيع ← يدفع عذابه عنكم أفلا تتذكرون ← هذا فتؤمنون.
{( يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ) مدة الدنيا ( ثم يعرج ) يرجع الأمر والتدبير (
إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ) في الدنيا ، وفي سورة "سأل" خمسين ألف
سنة وهو يوم القيامة لشدة أهواله بالنسبة إلى الكافر ، وأما المؤمن فيكون أخف عليه
من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث .
ثم سوَّاه ← أي خلق آدم ونفخ فيه من روحه ← أي جعله حيا حساسا بعد أن كان جمادا
وجعل لكم ← أي لذريته السمع ← بمعنى الأسماع والأبصار والأفئدة ← القلوب قليلا ما تشكرون ← ما زائدة مؤكدة للقلة.
وقالوا ← أي منكرو البعث أإذا ضللنا في الأرض ← غبنا فيها، بأن صرنا ترابا
مختلطا بترابها أإنا لفي خلق جديد ← استفهام إنكار بتحقيق الهمزتين وتسهيل
الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين في الموضعين، قال تعالى: بل هم بلقاء ربهم
← بالبعث كافرون ←
ولو ترى إذ المجرمون ← الكافرون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ← مطأطئوها حياءً
يقولون ربنا أبصرنا ← ما أنكرنا من البعث وسمعنا ← منك تصديق الرسل فيما
كذبناهم فيه فارجعنا ← إلى الدنيا نعمل صالحا ← فيها إنا موقنون ← الآن فما
نفعهم ذلك ولا يرجعون، وجواب لو: لرأيت أمرا فظيعاً، قال تعالى:
ولو شئنا لآتينا كل نفسٍ هداها ← فتهتدي بالإيمان والطاعة باختيار منها ولكن حق
القول مني ← وهو لأملأنَّ جهنم من الجِنة ← الجن والناس أجمعين ← وتقول لهم
الخزنة إذا دخلوها:
فذوقوا ← العذاب بما نسيتم لقاء يومكم هذا ← أي بترككم الإيمان به إنا
نسيناكم ← تركناكم في العذاب وذوقوا عذاب الخلد ← الدائم بما كنتم تعملون ← من
الكفر والتكذيب.
إنما يؤمن بآياتنا ← القرآن الذين إذا ذُكِّروا ← وعظوا بها خرُّوا سجَّدا
وسبَّحوا ← متلبسين بحمد ربهم ← أي قالوا: سبحان الله وبحمده وهم لا يستكبرون ← عن الإيمان والطاعة.
ولنذيقنهم من العذاب الأدنى ← عذاب الدنيا بالقتل والأسر والجدب سنين والأمراض دون ← قبل العذاب الأكبر ← عذاب الآخرة لعلهم ← أي من بقي منهم يرجعون ← إلى
الإيمان.
وجعلنا منهم أئمةً← بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ياء: قادة يهدون← الناس
{بأمرنا لما صبروا← على دينهم وعلى البلاء من عدوهم، وفي قراءة بكسر اللام وتخفيف
الميم وكانوا بآياتنا← الدالة على قدرتنا ووحدانيتنا يوقنون}.
أو لم يهدِ لهم كم أهلكنا من قبلهم ← أي يتبيَّن لكفار مكة إهلاكنا كثيرا من
القرون ← الأمم بكفرهم يمشون ← حال من ضمير لهم في مساكنهم ← في أسفارهم إلى
الشام وغيرها فيعتبروا إن في ذلك لآيات ← دلالات على قدرتنا أفلا يسمعون ← سماع
تدبر واتعاظ.
أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ← اليابسة التي لا نبات فيها فنخرج
به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون ← هذا فيعلمون أنا نقدر على إعادتهم.