غافر الذنب ← للمؤمنين وقابل التوب ← لهم مصدر شديد العقاب ← للكافرين أي
مشدده ذي الطول ← الإنعام الواسع، وهو موصوف على الدوام بكل هذه الصفات، فإضافة
المشتق منها للتعريف كالأخيرة لا إله إلا هو إليه المصير ← المرجع .
كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب ← كعاد وثمود وغيرهما من بعدهم وهمّت كل أمة
برسولهم ليأخذوه ← يقتلوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا ← يزيلوا به الحق فأخذتهم ← بالعقاب فكيف كان عقاب ← لهم، أي هو واقع موقعه .
الذين يحملون العرش ← مبتدأ ومن حوله ← عطف عليه يسبحون ← خبره بحمد ربهم ← ملابسين للحمد، أي يقولون: سبحان الله وبحمده ويؤمنون به ← تعالى ببصائرهم أي
يصدقون بوحدانيته ويستغفرون للذين آمنوا ← يقولون ربنا وسعت كل شيءٍ رحمة وعلما
← أي وسعت رحمتك كلَّ شيء وعلمك كل شيء فاغفر للذين تابوا ← من الشرك واتبعوا
سبيلك ← دين الإسلام وقهم عذاب الجحيم ← النار .
إن الذين كفروا ينادوْن ← من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار لمقت الله ← إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعوْن ← في الدنيا إلى الإيمان
فتكفرون } .
قالوا ربنا أمتَّنا اثنتين ← إماتتين وأحييتنا اثنتين ← إحياءتين لأنهم نطفٌ
أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث فاعترفنا بذنوبنا ← بكفرنا بالبعث فهل
إلى خروج ← من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا من سبيل ← طريق وجوابهم: لا .
ذلكم ← أي العذاب أنتم فيه بأنه ← أي بسبب أنه في الدنيا إذا دعي الله وحده
كفرتم ← بتوحيده وإن يُشرَك به ← يجعل له شريك تؤمنوا ← تصدقوا بالإشراك فالحكم ← في تعذيبكم لله العليِّ ← على خلقه الكبير ← العظيم .
رفيع الدرجات ← أي الله عظيم الصفات، أو رافع درجات المؤمنين في الجنة ذو العرش
← خالقه يلقي الروح ← الوحي من أمره ← أي قوله على من يشاء من عباده لينذر ← يخوَّف الملقى عليه الناس يوم التلاق ← بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي
أهل السماء والأرض، والعابد والمعبود، والظالم والمظلوم فيه .
{( وأنذرهم يوم الآزفة ) يوم القيامة من أزف الرحيل : قرب ( إذ القلوب ) ترتفع خوفا
( لدى ) عند ( الحناجر كاظمين ) ممتلئين غما حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء
والنون معاملة أصحابها ( ما للظالمين من حميم ) محب ( ولا شفيع يطاع ) لا مفهوم
للوصف إذ لا شفيع لهم أصلا "" فما لنا من شافعين "" أوله مفهوم بناء على زعمهم أن
لهم شفعاء ، أي لو شفعوا فرضا لم يقبلوا .
والله يقضي بالحق والذين يدعون ← يعبدون، أي كفار مكة بالياء والتاء من دونه ← وهم الأصنام لا يقضون بشيءٍ ← فكيف يكونون شركاء لله إن الله هو السميع ← لأقوالهم البصير ← بأفعالهم .
أوَ لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد
منهم ← وفي قراءة: منكم قوة وآثارا في الأرض ← من مصانع وقصور فأخذهم الله ← أهلكهم بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ← عذابه .
وقال فرعون ذروني أقتل موسى ← لأنهم كانوا يكفونه عن قتله وليدع ربه ← ليمنعه
مني إني أخاف أن يبدل دينكم ← من عبادتكم إياي فتتبعوه وأن يُظهر في الأرض
الفساد ← من قتل وغيره، وفي قراءة: أو، وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال .
وقال رجل مؤمن من آل فرعون ← قيل: هو ابن عمه يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن ← أي
لأن يقول ربيَ الله وقد جاءَكم بالبينات ← بالمعجزات الظاهرات من ربكم وإن يك
كاذبا فعليه كذبه ← أي ضرر كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم ← به من
العذاب عاجلا إن الله لا يهدي من هو مسرف ← مشرك كذاب ← مفتر .
يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين ← غالبين حال في الأرض ← أرض مصر فمن ينصرنا
من بأس الله ← عذابه إن قتلتم أولياءه إن جاءنا ← أي لا ناصر لنا قال فرعون ما
أريكم إلا ما أرى ← أي ما أشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى وما
أهديكم إلا سبيل الرشاد ← طريق الصواب .
ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد ← بحذف الياء وإثباتها، أي يوم القيامة يكثر
فيه نداء أصحاب الجنة أصحاب النار وبالعكس، والنداء بالسعادة لأهلها وبالشقاوة
لأهلها وغير ذلك .
ولقد جاءكم يوسف من قبل ← أي قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب في قول، عمَّر إلى زمن
موسى، أو يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب في قول بالبينات ← بالمعجزات الظاهرات
فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم ← من غير برهان لن يبعث الله من
بعده رسولا ← أي فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره كذلك ← أي مثل إضلالكم يضل الله
من هو مسرف ← مشرك مرتاب ← شاك فيما شهدت به البينات .
الذين يجادلون في آيات الله ← معجزاته مبتدأ بغير سلطان ← برهان أتاهم كَبُر
← جدالهم خبر المبتدأ مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك ← مثل إضلالهم يطبع
← يختم الله ← بالضلال على كل قلب متكبَّرِ جبار ← بتنوين قلب ودونه، ومتى
تكبَّر القلب، تكبَّر صاحبه وبالعكس، وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا
لعموم القلب .
أسباب السماوات ← طرقها الموصولة إليها فأطلع ← بالرفع عطفا على أبلغ وبالنصب
جوابا لابنِ إلى إله موسى وإني لأظنه ← أي موسى كاذبا ← في أن له إلها غيري قال
فرعون ذلك تمويها وكذلك زيَّن لفرعون سوء عمله وصدَّ عن السبيل ← طريق الهدي بفتح
الصاد وضمها وما كيد فرعون إلا في تباب ← خسار .
من عمل سيئة فلا يُجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك
يدخلون الجنة ← بضم الياء وفتح الخاء وبالعكس يرزقون فيها بغير حساب ← رزقا واسعا
بلا تبعة .
لا جرم ← حقا أنما تدعونني إليه ← لأعبده ليس له دعوة ← أي استجابة دعوة في
الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا ← مرجعنا إلى الله وأن المسرفين ← الكافرين هم
أصحاب النار } .
ثم (النار يعرضون عليها) يحرقون بها غدوا وعشيا ← صباحا ومساءً ويوم تقوم
الساعة ← يقال ادخلُوا ← يا آل فرعون ← وفي قراءة: بفتح الهمزة وكسر الخاء أمر
للملائكة أشد العذاب ← عذاب جهنم .
و ← اذكر إذ يتحاجون ← يتخاصم الكفار في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا
إنا كنا لكم تبعا ← جمع تابع فهل أنتم مغنون ← دافعون عنا نصيبا ← جزاءً من
النار } .
قالوا ← أي الخزنة تهكما أوَ لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات ← بالمعجزات الظاهرات
قالوا بلى ← أي فكفروا بهم قالوا فادعوا ← أنتم فإنا لا نشفع للكافرين، قال
تعالى: وما دعاءُ الكافرين إلا في ضلال ← انعدام .
فاصبر ← يا محمد إن وعد الله ← بنصر أوليائه حق ← وأنت ومن تبعك منهم واستغفر لذنبك ← ليستن بك وسبِّح ← صل متلبساً بحمد ربك بالعشي ← وهو من بعد
الزوال والإبكار ← الصلوات الخمس .
إن الذين يجادلون في آيات الله ← القرآن بغير سلطان ← برهان أتاهم إن ← ما في صدورهم إلا كبْر ← تكبّر وطمع أن يعلوا عليك ما هم ببالغيه فاستعذ ← من شرِّهم
بالله إنه هو السميع ← لأقوالهم البصير ← بأحوالهم، ونزل في منكري البعث .
لخلق السماوات والأرض ← ابتداءً أكبر من خلق الناس ← مرة ثانية، وهي الإعادة ولكن أكثر الناس ← أي كفار مكة لا يعلمون ← ذلك فهم كالأعمى، ومن يعلمه كالبصير .
وما يستوي الأعمى والبصير و ← لا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ← وهو المحسن ولا المسيء ← فيه زيادة لا قليلا ما يتذكرون ← يتعظون بالياء والتاء، أي تذكرهم
قليل جدا .
الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ← إسناد الإبصار إليه مجازيّ
لأنه يبصر فيه إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون ← الله فلا
يؤمنون .
هو الذي خلقكم من تراب ← بخلق أبيكم آدم منه ثم من نطفة ← منيّ ثم من علقة ← دم غليظ ثم يخرجكم طفلا ← بمعنى أطفالا ثم ← يبقيكم لتبلغوا أشدكم ← تكامل
قوتكم من الثلاثين سنة إلى الأربعين ثم لتكونوا شيوخا ← بضم الشين وكسرها ومنكم
من يتوفى من قبل ← أي قبل الأشد والشيخوخة، فعل ذلك بكم لتعيشوا ولتبلغوا أجلا
مسمى ← وقتا محدودا ولعلكم تعقلون ← دلائل التوحيد فتؤمنون .
هو الذي يحيى ويُميت فإذا قضى أمرا ← أراد إيجاد شيء فإنما يقول له كن فيكون ← بضم النون وفتحها بتقدير أن، أي يوجد عقب الإرادة التي هي معنى القول المذكور .
من دون الله ← معه وهي الأصنام قالوا ضلوا ← غابوا عنا ← فلا نراهم بل لم
نكن تدعوا من قبل شيئا ← أنكروا عبادتهم إياها ثم أحضرت قال تعالى: (إنكم وما
تعبدون من دون الله حصب جهنم) أي وقودها كذلك ← أي مثل إضلال هؤلاء المكذبين يضل الله الكافرين } .
فاصبر إن وعد الله ← بعذابهم حق فإما نرينَّك ← فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة
تؤكد معنى الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره بعض الذي نعدهم ← به من العذاب في
حياتك وجواب الشرط محذوف، أي فذاك أو نتوفينك ← أي قبل تعذيبهم فإلينا يرجعون ← فنعذبهم أشد العذاب فالجواب المذكور للمعطوف فقط .
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ← روي أنه
تعالى بعث ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر
الناس وما كان لرسولِ ← منهم أن يأتي بآية إلا بإذن الله ← لأنهم عبيد مربوبون
فإذا جاء أمر الله ← بنزول العذاب على الكفار قضي ← بين الرسل ومكذبيها بالحق
وخسر هنالك المبطلون ← أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك
.
ولكم فيها منافع ← من الدر والنسل والوبر والصوف ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم
← هي حمل الأثقال إلى البلاد وعليها ← في البر وعلى الفلك ← السفن في البحر تحملون } .
أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد
قوَّةً وأثارا في الأرض ← من مصانع وقصور فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون } .
فلما جاءتهم رسلهم بالبينات ← المعجزات الظاهرات فرحوا ← أي الكفار بما عندهم
← أي الرسل من العلم ← فرح استهزاء وضحك منكرين له وحاق ← نزل بهم ما كانوا
به يستهزءُون ← أي العذاب .
فلم يكُ ينفعهم إيمانهم لما رأوْا بأسنا سُنَّتَ الله ← نصبه على المصدر بفعل
مقدِّر من لفظه التي قد خلت في عباده ← في الأمم أن لا ينفعهم الإيمان وقت نزول
العذاب وخسر هنالك الكافرون ← تبين خسرانهم لكل أحد وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك
.