Prev  

89. Surah Al-Fajr سورة الفجر

  Next  



تفسير السعدي - الفجر - Al-Fajr -
 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
وَالْفَجْرِ
    +/- -/+  
الأية
1
 
الظاهر أن المقسم به، هو المقسم عليه، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مهمًا، وهو كذلك في هذا الموضع.فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَلَيَالٍ عَشْرٍ
    +/- -/+  
الأية
2
 
وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام.وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ
    +/- -/+  
الأية
3
 
وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ
    +/- -/+  
الأية
4
 
{ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } أي: وقت سريانه وإرخائه ظلامه على العباد، فيسكنون ويستريحون ويطمئنون، رحمة منه تعالى وحكمة.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ
    +/- -/+  
الأية
5
 
{ هَلْ فِي ذَلِكَ } المذكور { قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ } أي: [لذي] عقل؟ نعم، بعض ذلك يكفي، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
    +/- -/+  
الأية
6
 
يقول تعالى: { أَلَمْ تَرَ } بقلبك وبصيرتك كيف فعل بهذه الأمم الطاغية .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ
    +/- -/+  
الأية
7
 
{ إِرَمَ } القبيلة المعروفة في اليمن { ذَاتِ الْعِمَادِ } أي: القوة الشديدة، والعتو والتجبر.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ
    +/- -/+  
الأية
8
 
{ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا } أي: مثل عاد { فِي الْبِلَادِ } أي: في جميع البلدان [في القوة والشدة]، كما قال لهم نبيهم هود عليه السلام: { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ
    +/- -/+  
الأية
9
 
{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } أي: وادي القرى، نحتوا بقوتهم الصخور، فاتخذوها مساكن.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ
    +/- -/+  
الأية
10
 
{ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد } أي: [ذي] الجنود الذين ثبتوا ملكه، كما تثبت الأوتاد ما يراد إمساكه بها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ
    +/- -/+  
الأية
11
 
{ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ } هذا الوصف عائد إلى عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم، فإنهم طغوا في بلاد الله، وآذوا عباد الله، في دينهم ودنياهم، ولهذا قال: .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ
    +/- -/+  
الأية
12
 
{ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ } وهو العمل بالكفر وشعبه، من جميع أجناس المعاصي، وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
    +/- -/+  
الأية
13
 
فلما بلغوا من العتو ما هو موجب لهلاكهم، أرسل الله عليهم من عذابه ذنوبًا وسوط عذاب.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
    +/- -/+  
الأية
14
 
{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } لمن عصاه يمهله قليلًا، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
    +/- -/+  
الأية
15
 
يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وأنه جاهل ظالم، لا علم له بالعواقب، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول، ويظن أن إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ
    +/- -/+  
الأية
16
 
وأنه إذا { قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ } أي: ضيقه، فصار يقدر قوته لا يفضل منه، أن هذا إهانة من الله له.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ
    +/- -/+  
الأية
17
 
فرد الله عليه هذا الحسبان: بقوله { كَلَّا } أي: ليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي، وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان يمتحن به العباد، ليرى من يقوم له بالشكر والصبر، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل.وأيضًا، فإن وقوف همة العبد عند مراد نفسه فقط، من ضعف الهمة، ولهذا لامهم الله على عدم اهتمامهم بأحوال الخلق المحتاجين، فقال: { كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ } الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره والإحسان إليه.فأنتم لا تكرمونه بل تهينونه، وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم، وعدم الرغبة في الخير.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ
    +/- -/+  
الأية
18
 
{ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين } أي: لا يحض بعضكم بعضًا على إطعام المحاويج من المساكين والفقراء، وذلك لأجل الشح على الدنيا ومحبتها الشديدة المتمكنة من القلوب.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا
    +/- -/+  
الأية
19
 
{ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ } أي: المال المخلف { أَكْلًا لَمًّا } أي: ذريعًا، لا تبقون على شيء منه.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا
    +/- -/+  
الأية
20
 
{ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا } أي: كثيرًا شديدًا، وهذا كقوله تعالى: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } { كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ } .

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا
    +/- -/+  
الأية
21
 
{ كَلَّا } أي: ليس [كل] ما أحببتم من الأموال، وتنافستم فيه من اللذات، بباق لكم، بل أمامكم يوم عظيم، وهول جسيم، تدك فيه الأرض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا
    +/- -/+  
الأية
22
 
ويجيء الله تعالى لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام، وتجيء الملائكة الكرام، أهل السماوات كلهم، صفًا صفا أي: صفًا بعد صف، كل سماء يجيء ملائكتها صفا، يحيطون بمن دونهم من الخلق، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ
    +/- -/+  
الأية
23
 
{ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ } تقودها الملائكة بالسلاسل.فإذا وقعت هذه الأمور فـ { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ } ما قدمه من خير وشر.{ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى } فقد فات أوانها، وذهب زمانها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
    +/- -/+  
الأية
24
 
يقول متحسرًا على ما فرط في جنب الله: { يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } الدائمة الباقية، عملًا صالحًا، كما قال تعالى: { يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا } . وفي الآية دليل على أن الحياة التي ينبغي السعي في أصلها وكمالها ، وفي تتميم لذاتها، هي الحياة في دار القرار، فإنها دار الخلد والبقاء.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ
    +/- -/+  
الأية
25
 
{ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } لمن أهمل ذلك اليوم ونسي العمل له.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ
    +/- -/+  
الأية
26
 
{ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } فإنهم يقرنون بسلاسل من نار، ويسحبون على وجوههم في الحميم، ثم في النار يسجرون، فهذا جزاء المجرمين.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
    +/- -/+  
الأية
27
 
وأما من اطمأن إلى الله وآمن به وصدق رسله، فيقال له: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ } إلى ذكر الله، الساكنة [إلى] حبه، التي قرت عينها بالله.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً
    +/- -/+  
الأية
28
 
{ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ } الذي رباك بنعمته، وأسدى عليك من إحسانه ما صرت به من أوليائه وأحبابه { رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } أي: راضية عن الله، وعن ما أكرمها به من الثواب، والله قد رضي عنها.

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
فَادْخُلِي فِي عِبَادِي
    +/- -/+  
الأية
29
 
{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت [والحمد لله رب العالمين].

 
Tafseer As-Saadiy  تفسير السعدي
وَادْخُلِي جَنَّتِي
    +/- -/+  
الأية
30
 
{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة، وتخاطب به حال الموت [والحمد لله رب العالمين].

نهاية تفسير السورة - تفسير القرآن الكريم
End of Tafseer of The Surah - The Holy Quran Tafseer



 


© EsinIslam.Com Designed & produced by The Awqaf London. Please pray for us