هذا كتاب أنزل إليك ← خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فلا يكن في صدرك حرج ← ضيق
منه ← أن تبلغه مخافة أن تكذب لتنذر ← متعلق بأنزل أي للإنذار به وذكرى ← تذكرة للمؤمنين ← به .
قل لهم أتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ← أي القرآن ولا تتبعوا ← تتخذوا من
دونه ← أي الله أي غيره أولياء ← تطيعونهم من معصيته تعالى قليلا ما
تَذَّكَّرون ← بالتاء والياء تتعظون وفيه إدغام التاء في الأصل في الذال، وفي قراءة
بسكونها وما زائدة لتأكيد القلة .
وكم ← خبرية مفعول من قرية ← أريد أهلها أهلكناها ← أردنا إهلاكها فجاءها
بأسنا ← عذابا بياتا ← ليلا أو هم قائلون ← نائمون بالظهيرة والقيلولة استراحة
نصف النهار وإن لم يكن معها نوم أي مرة جاءها ليلا ومرَّة جاءها نهارا .
والوزن ← للأعمال أو لصحائفها بميزان له لسان وكتفان كما ورد في حديث كائن يومئذ ← أي يوم السؤال المذكور وهو يوم القيامة الحق ← العدل صفة الوزن فمن
ثقلت موازينه ← بالحسنات فأولئك هم المفلحون ← الفائزون .
ولقد خلقناكم ← أي أباكم آدم ثم صوَّرناكم ← أي صورناه وأنتم في ظهره ثم قلنا
للملائكة اسجدوا لآدم ← سجود تحية بالانحناء فسجدوا إلا إبليس ← أبا الجن كان بين
الملائكة لم يكن من الساجدين } .
ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ← أي من كل جهة
فأمنعهم عن سلوكه قال ابن عباس ولا يستطيع أن يأتي من فوقهم لئلا يحول بين العبد
وبين رحمة الله تعالى ولا تجد أكثرهم شاكرين ← مؤمنين .
قال اخرج منها مذءوما ← بالهمزة معيبا أو ممقوتا مدحورا ← مبعدا عن الرحمة لمن تبعك منهم ← من الناس واللام للابتداء أو موطئة للقسم وهو لأملأنَّ جهنم منكم
أجمعين ← أي منك بذريتك ومن الناس وفيه تغليب الحاضر على الغائب وفي الجملة معنى
جزاء من الشرطية أي من تبعك أعذبه .
و ← قال يا آدم اسكن أنت ← تأكيد للضمير في اسكن ليعطف عليه وزوجك ← حواء
بالمد الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ← بالأكل منها وهي الحنطة فتكونا من الظالمين } .
فوسوس لهما الشيطان ← إبليس ليبدي ← يظهر لهما ما ووري ← فوعل من الموارة عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربُّكما عن هذه الشجرة إلا ← كراهة أن تكونا
مَلَكَيْنِ ← وقرئ بكسر اللام أو تكونا من الخالدين ← أي وذلك لازم عن الأكل منها
في آية أخرى (هل أدلك على شجرة الخلد ومُلك لا يبلى) .
فدلاهما ← حطهما عن منزلتهما بغرور ← منه فلما ذاقا الشجرة ← أي أكلا منها بدت لهما سوآتهما ← أي ظهر لكل منهما قبله وقبل الآخر ودبره وسمي كل منها سوأة لأن
انكشافه يسوء صاحبه وطفقا يخصفان ← أخذ يلزقان عليهما من ورق الجنة ← ليستترا
به وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو
مبين ← بيِّن العداوة والاستفهام للتقرير.
قال اهبطوا ← أي آدم وحواء بما اشتملتما عليه من ذريتكما بعضكم ← بعض الذرية لبعض عدوٌ ← من ظلم بعضهم بعضا ولكم في الأرض ← مستقر ← أي مكان استقرار ومتاع
← تمتع إلى حين ← تنقضي فيه آجالكم .
يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا ← أي خلقناه لكم يواري ← يستر سوآتكم وريشا
← وهو ما يتحمل به من الثياب ولباس التقوى ← العمل الصالح والسمت الحسن بالنصب
عطف على لباسا والرفع مبتدأ خبره جملة ذلك خيرٌ ذلك من آيات الله ← دلائل قدرته لعلهم يذَّكرون ← فيؤمنون فيه التفات عن الخطاب .
يا بني آدم لا يفتننَّكم ← يضلكم الشيطان ← أي لا تتبعوه فتفتنوا كما أخرج
أبويكم ← بفتنته من الجنة ينزع ← حال عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه ← أي
الشيطان يراكم هو وقبيله ← جنوده من حيث لا ترونهم ← للطافة أجسادهم أو عدم
ألوانهم إنا جعلنا الشياطين أولياء ← أعوانا وقرناء للذين لا يؤمنون } .
وإذا فعلوا فاحشة ← كالشرك وطوافهم بالبيت عراة قائلين لا نطوف في ثياب عصينا
الله فيها فنهوا عنها قالوا وجدنا عليها آباءنا ← فاقتدينا بهم والله أمرنا بها
← أيضا قل ← لهم إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ← أنه
قاله، استفهام إنكار .
قل أمر ربي بالقسط ← بالعدل وأقيموا ← معطوف على معنى بالقسط أي قال أقسطوا
وأقيموا أو قبله فاقبلوا مقدرا وجوهكم ← لله عند كل مسجد ← أي أخلصوا له سجودكم
وادعوه ← اعبدوه مخلصين له الدين ← من الشرك كما بدأكم ← خلقكم ولم تكونوا
شيئا تعودون ← أي يعيدكم أحياء يوم القيامة .
قل ← إنكارا عليهم من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده ← من اللباس والطيبات
← المستلذات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ← بالاستحقاق وإن فيها
غيرهم خالصةٌ ← خاصة بهم بالرفع والنصب حال يوم القيامة كذلك نفصِّل الآيات ← نبينها مثل ذلك التفصيل قوم يعلمون ← يتدبَّرون فإنهم المنتفعون بها .
قل إنما حرَّم ربي الفواحش ← الكبائر كالزنا ما ظهر منها وما بطن ← أي جهرها
وسرها والإثم ← المعصية والبغي ← على الناس بغير الحق ← وهو الظلم وأن
تشركوا بالله ما لم ينزل به ← بإشراكه سلطانا ← حجة وأن تقولوا على الله ما لا
تعلمون ← من تحريم ما لم يحرم وغيره .
يابني آدم إمَّا ← فيه إدغام نون إن الشرطية في ما المزيدة يأتينكم رسل منكم
يقصُّون عليكم آياتي فمن اتقى ← الشرك وأصلح ← عمله فلا خوف عليهم ولا هم
يحزنون ← في الآخرة .
فمن ← أي لا أحد أظلم ممن افترى على الله كذبا ← بنسبة الشريك والولد إليه أو
كذَّب بآياته ← القرآن أولئك ينالهم ← يصيبهم نصيبهم ← حظهم من الكتاب ← مما
كتب لهم في اللوح المحفوظ من الرزق والأجل وغير ذلك حتى إذا جاءتهم رسلنا ← أي
الملائكة يتوفونهم قالوا ← لهم تبكيتا أين ما كنتم تدعون ← تعبدون من دون
الله قالوا ضلُّوا ← غابوا عنا ← فلم نرهم وشهدوا على أنفسهم ← عند الموت أنهم كانوا كافرين } .
قال ← تعالى لهم يوم القيامة ادخلوا في ← جملة أمم قد خلت من قبلكم من الجن
والإنس في النار ← متعلق بادخلوا كلما دخلت أُمة ← النار لعنت أختها ← التي
قبلها لضلالها بها حتى إذا ادَّاركوا ← تلاحقوا فيها جميعا قالت أخراهم ← وهم
الأتباع لأولاهم ← أي لأجلائهم وهم المتبوعون ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا
ضعفا ← مضعفا من النار قال ← تعالى لكل ← منكم ومنهم ضعف ← عذاب مضعف ولكن
لا يعلمون ← بالياء والتاء ما لكل فريق .
إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا ← تكبروا عنها ← فلم يؤمنوا بها لا تفتَّح
لهم أبواب السماء ← إذا عرج بأرواحهم إليها بعد الموت فيهبط بها إلى سجين بخلاف
المؤمن فتفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث ولا يدخلون
الجنة حتى يلج ← يدخل الجمل في سمِّ الخياط ← ثقب الإبرة وهو غير ممكن فكذا
دخولهم وكذلك ← الجزاء نجزي المجرمين ← بالكفر .
ونزعنا ما في صدورهم من غل ← حقد كان بينهم في الدنيا تجري من تحتهم ← تحت
قصورهم الأنهار وقالوا ← عند الاستقرار في منازلهم الحمد لله الذي هدانا لهذا ← العمل الذي هذا جزاؤه وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ← حذف جواب لولا لدلالة
ما قبله عليه لقد جاءت رسل ربنا بالحق ونودوا أن ← مخففة أي أنه أو مفسرة في
المواضع الخمسة تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } .
ونادى أصحابُ الجنة أصحاب النار ← تقريرا أو تبكيتا أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا
← من الثواب حقا فهل وجدتم ما وعد ← كم ربكُم ← من العذاب حقا ؟ قالوا نعمْ
فأذَّن مؤذَّن ← نادى منادٍ بينهم ← بين الفريقين أسمعهم أن لعنة الله على
الظالمين } .
{( وبينهما ) أي أصحاب الجنة والنار ( حجاب ) حاجز قيل هو سور الأعراف ( وعلى
الأعراف ) وهو سور الجنة ( رجال ) استوت حسناتهم وسيئاتهم كما في الحديث ( يعرفون
كلا ) من أهل الجنة والنار ( بسيماهم ) بعلامتهم وهي بياض الوجوه للمؤمنين وسوادها
للكافرين لرؤيتهم لهم إذ موضعهم عال ( ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم ) قال
تعالى ( لم يدخلوها ) أي أصحاب الأعراف الجنة ( وهم يطمعون ) في دخولها قال الحسن :
لم يطمعهم إلا لكرامة يريدها بهم وروى الحاكم عن حذيفة قال "" بينما هم كذلك إذ طلع
عليهم ربك فقال قوموا ادخلوا الجنة فقد غفرت لكم "" .
ونادى أصحاب الأعراف رجالا ← من أصحاب النار يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى
عنكم ← من النار جمعكم ← المال أو كثرتكم وما كنتم تستكبرون ← أي واستكباركم عن
الإيمان، ويقولون لهم مشيرين إلى ضعفاء المسلمين .
أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ← قد قيل لهم ادخلوا الجنة لا خوف
عليكم ولا أنتم تحزنون ← وقرئ: أُدخِلوا بالبناء للمفعول ودخلوا فجملة النفي حال أي
مقولا لهم بذلك .
الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم ← نتركهم في
النار كما نسوا لقاء يومهم هذا ← بتركهم العمل له وما كانوا بآياتنا يجحدون ← أي وكما جحدوا .
ولقد جئناهم ← أي أهل مكة بكتاب ← قرآن فصَّلناه ← بيَّناه بالأخبار والوعد
والوعيد على علم ← حال أي عالمين بما فصَّل فيه هدى ← حال من الهاء ورحمة
لقوم يؤمنون ← به .
هل ينظرون ← ما ينتظرون إلا تأويله ← عاقبة ما فيه يوم يأتي تأويله ← هو يوم
القيامة يقول الذين نسوه من قبل ← تركوا الإيمان به قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل
لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو ← هل نُرد ← إلى الدنيا فنعمل غير الذي كنا نعمل ← نوحِّد الله ونترك الشرك، فيقال لهم: لا، قال تعالى: قد خسروا أنفسهم ← إذ صاروا
إلى الهلاك وضلّ ← ذهب عنهم ما كانوا يفترون ← من دعوى الشريك .
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ← من أيام الدنيا، أي في
قدرها لأنه لم يكن ثَمَّ شمس ولو شاء خلقهم في لمحة، والعدول عنه لتعليم خلقه
التثبيت ثم استوى على العرش ← هو في اللغة: سرير الملك استواء يليق به يُغْشِي
الليل النهار ← مخففا ومشددا أي يغطي كلا منهما بالآخر طلبا يطلبه حثيثا ← سريعا
والشمس والقمر والنجوم ← بالنصب عطفا على السماوات والرفع مبتدأ خبره مسخرات ← مذلَّلات بأمره ← بقدرته ألا له الخلق ← جميعا والأمر ← كله تبارك ← تعاظم
الله ربُّ ← مالك العالمين } .
ولا تُفسدوا في الأرض ← بالشرك والمعاصي بعد إصلاحها ← ببعث الرسل وادعوه
خوفا ← من عقابه وطمعا ← في رحمته إن رحمة الله قريب من المحسنين ← المطيعين
وتذكير قريب المخبر به عن رحمة لإضافتها إلى الله .
وهو الذي يرسل الرياح نُشُرا بين يدي رحمته ← أي متفرقة قدام المطر، وفي قراءة
سكون الشين تخفيفا، وفي أخرى بسكونها وفتح النون مصدرا، وفي أخرى بسكونها وضم
الموحدة بدل النون: أي مبشرا ومفرد الأولى نشور كرسول والأخيرة بشير حتى إذا أقلت
← حملت الرياح سحابا ثقالا ← بالمطر سقناه ← أي السحاب وفيه التفات عن الغيبة لبلد ميت ← لا نبات به أي لإحيائها فأنزلنا به ← بالبلد الماء فأخرجنا به ← بالماء من كل الثمرات كذلك ← الإخراج نخرج الموتى ← من قبورهم بالإحياء لعلكم
تذكرون ← فتؤمنون .
والبلد الطيب ← العذب التراب يخرج نباته ← حسنا بإذن ربه ← هذا مثل للمؤمن
يسمع الموعظة فينتفع بها والذي خبث ← ترابه لا يخرج ← نباته إلا نكدا ← عسرا
بمشقة وهذا مثل للكافر كذلك ← كما بينا ما ذكر نُصرِّف ← نبين الآيات لقوم
يشكرون ← الله يؤمنون .
لقد ← جواب قسم محذوف أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من
إله غَيْرُِهُ ← بالجر صفة لإله والرفع بدل من محله إني أخاف عليكم ← إن عبدتم
غيره عذاب يوم عظيم ← هو يوم القيامة .
أو عجبتم أن جاءكم ذِكْرٌ من ربكم على ← لسان رجل منكم لينذركم واذكروا إذ
جعلكم خلفاء ← في الأرض من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة ← قوة وَطَوْلا وكان
طويلهم مائة ذراع وقصيرهم ستين فاذكروا آلاء الله ← نعمه لعلكم تفلحون ← تفوزون
.
قال قد وقع ← وجب عليكم من ربَّكم رجس ← عذاب وغضب أتجادلونني في أسماء
سميتموها ← أي سميتم بها أنتم وآباؤكم ← أصناما تعبدونها ما نزَّل الله بها ← أي بعبادتها من سلطان ← حجة وبرهان فانتظروا ← العذاب إني معكم من المنتظرين
← ذلكم بتكذيبكم لي فأرسلت عليهم الريح العقيم .
و ← أرسلنا إلى ثمود ← بترك الصرف مرادا به القبيلة أخاهم صالحا قال يا قوم
اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بيَّنة ← معجزة من ربكم ← على صدقي هذه ناقة الله لكم آية ← حال عاملها معنى الإشارة وكانوا سألوه أن يخرجها لهم صخرة
عينوها فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء ← بعقر أو ضرب فيأخذكم عذاب
أليم } .
واذكروا إذ جعلكم خلفاء ← في الأرض من بعد عاد وبوَّأكم ← أسكنكم في الأرض
تتَّخذون من سهولها قصورا ← تسكنونها في الصيف وتنحتون الجبال بيوتا ← تسكنونها
في الشتاء ونصبه على الحال المقدرة فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين
} .
قال الملأ الذين استكبروا من قومه ← تكبروا عن الإيمان به للذين استُضعفوا لمن
آمن منهم ← أي من قومه بدل مما قبله بإعادة الجار أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه ← إليكم قالوا ← نعم إنا بما أرسل به مؤمنون } .
وكانت الناقة لها يوم في الماء ولهم يوم فملوا ذلك فعقروا الناقة ← عقرها قدار
بأمرهم بأن قتلها بالسيف وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ← به
من العذاب على قتلها إن كنت من المرسلين } .
أئِنَّكُم ← بتحقيق الهمزتين وتسهيل الثانية وإدخال الألف بينهما وفي قراءة
إنَّكُمْ لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون ← متجاوزون الحلال
إلى الحرام .
و ← أرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد
جاءتكم بينة ← معجزة من ربكم ← على صدقي فأوفوا ← أتموا الكيل والميزان ولا
تبخسوا ← تنقصوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض ← بالكفر والمعاصي بعد
إصلاحها ← ببعث الرسل ذلكم ← المذكور خير لكم إن كنتم مؤمنين ← مريدي الإيمان
فبادروا إليه .
ولا تقعدوا بكل صراط ← طريق تُوعدون ← تخوفون الناس بأخذ ثيابهم أو المكس منهم
وتصدون ← تصرفون عن سبيل الله ← دينه من آمن به ← بتوعدكم إياه بالقتل وتبغونها ← تطلبون الطريق عوجا ← معوجة واذكروا إذ كنتم قليلا فكثَّركم وانظروا
كيف كان عاقبة المفسدين ← قبلكم بتكذيب رسلهم أي آخر أمرهم من الهلاك .
وإن كان طائفةٌ منكم آمنوا بالذي أُرسلت به وطائفة لم يؤمنوا ← به فاصبروا ← انتظروا حتى يحكم الله بيننا ← وبينكم بإنجاء المحق وإهلاك المبطل وهو خير
الحاكمين ← أعدلهم .
قال الملأ الذين استكبروا من قومه ← عن الإيمان لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا
معك من قريتنا أو لتعودُن ← ترجعن في ملتنا ← ديننا وغلبوا في الخطاب الجمع على
الواحد لأن شعيبا لم يكن في ملتهم قط وعلى نحوه أجاب قال أ ← نعود فيها ولو كنا
كارهين ← لها استفهام إنكار .
قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملَّتكم بعد إذ نجَّانا الله منها وما يكون
← ينبغي لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربُّنا ← ذلك فيخذلنا وسع ربُّنا
كلَّ شيء علما ← أي وسع علمه كل شيء ومنه حالي وحالكم على الله توكلنا ربنا افتح
← احكم بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ← الحاكمين .
الذين كذَّبوا شعيبا ← مبتدأ خبره كأن ← مخففة واسمها محذوف أي كأنهم لم
يَغنوا ← يقيموا فيها ← في ديارهم الذين كذَّبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين ← التأكيد بإعادة الموصول وغيره للرد عليهم في قولهم السابق .
ثم بدَّلنا ← أعطيناهم مكان السيئة ← العذاب الحسنة ← الغنى والصحة حتى
عفوا ← كثروا وقالوا ← كفرا للنعمة قد مس آباءنا الضرَّاء والسرَّاء ← كما مسنا
وهذه عادة الدهر وليست بعقوبة من الله فكونوا على ما أنتم عليه قال تعالى: فأخذناهم ← بالعذاب بغتة ← فجأة وهم لا يشعرون ← بوقت مجيئه قبله .
ولو أنَّ أهل القرى ← المكذَّبين آمنوا ← بالله ورسلهم واتقوا ← الكفر
والمعاصي لفتحنا ← بالتخفيف والتشديد عليهم بركات من السماء ← بالمطر والأرض
← بالنبات ولكن كذَّبوا ← الرسل فأخذناهم ← عاقبناهم بما كانوا يكسبون } .
أو لم يهد ← يتبيَّن للذين يرثون الأرض ← بالسكنى من بعد ← هلاك أهلها أن ← فاعل مخففة واسمها محذوف أي أنه لو نشاء أصبناهم ← بالعذاب بذنوبهم ← كما أصبنا
من قبلهم . والهمزةُ في المواضع الأربعة للتوبيخ والفاء والواو الداخلة عليهما
للعطف، وفي قراءة بسكون الواو في الموضع الأول عطفا بأو و ← نحن نطبع ← نختم على قلوبهم فهم لا يسمعون ← الموعظة سماع تدبر .
تلك القرى ← التي مرَّ ذكرها نقصُّ عليك ← يا محمد من أنبائها ← أخبار أهلها
ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ← المعجزات الظاهرات فما كانوا ليؤمنوا ← عند
مجيئهم بما كذبوا ← كفروا به من قبل ← قبل مجيئهم بل استمروا على الكفر كذلك
← الطبع يطبع الله على قلوب الكافرين } .
ثم بعثنا من بعدهم ← أي الرسل المذكورين موسى بآياتنا ← التسع إلى فرعون
وملئِهِ ← قومه فظلموا ← كفروا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ← بالكفر من
إهلاكهم .
حقيق ← جدير على أن ← أي بأن لا أقول على الله إلا الحق ← وفي قراءة بتشديد
الياء فحقيق مبتدأ خبره أن وما بعده قد جئتكم ببينة من ربِّكم فأرسل معي ← إلى
الشام بني إسرائيل ← وكان استعبدهم .
قال ألقوا ← أمر للإذن بتقديم إلقائهم توصلا به إلى إظهار الحق فلما ألقوا ← حبالهم وعصيهم سحروا أعين الناس ← صرفوها عن حقيقة إدراكها واسترهبوهم ← خوفوهم
حيث خيلوها حيات تسعى وجاءوا بسحر عظيم } .