« Prev

16. Surah An-Nahl سورة النحل

Next »




Ayah  16:1  الأية
    +/- -/+  
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
أَتَىٰ أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
التفسير
 
لما استبطأ المشركون العذاب نزل:
أتى أمر الله أي الساعة، وأتى بصيغة الماضي لتحقق وقوعه أي قرب
فلا تستعجلوه تطلبوه قبل حينه فإنه واقع لا محالة
سبحانه تنزيهاً له
وتعالى عما يشكرون به غيره .

Ayah  16:2  الأية
    +/- -/+  
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ
التفسير
 
ينزل الملائكة أي جبريل
بالروح بالوحي
من أمره بإرادته
على من يشاء من عباده وهم الأنبياء
أن مفسرة
أنذروا خوفوا الكافرين بالعذاب وأعلموهم
أنه لا إله إلا أنا فاتقون خافون .

Ayah  16:3  الأية
    +/- -/+  
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
التفسير
 
{( خلق السماوات والأرض بالحق ) أي محقا ( تعالى عما يشركون ) به من الأصنام .

Ayah  16:4  الأية
    +/- -/+  
خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ
التفسير
 
{( خلق الإنسان من نطفة ) مَنِيّ إلى أن صيره قويا شديداً ( فإذا هو خصيم ) شديد الخصومة ( مبين ) بينها في نفي البعث قائلاً "" من يحيي العظام وهي رميم "" .

Ayah  16:5  الأية
    +/- -/+  
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
التفسير
 
والأنعام الإبل والبقر والغنم، ونصبه بفعل مقدر يفسره
خلقها لكم من جملة الناس
فيها دفءٌ ما تستدفئون به من الأكسية والأردية من أشعارها وأصوافها
ومنافع من النسل والدرّ والركوب
ومنها تأكلون قدم الظرف للفاصلة .

Ayah  16:6  الأية
    +/- -/+  
وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
التفسير
 
ولكم فيها جمال زينة
حين تريحون تردونها إلى مراحها بالعشي
وحين تسرحون تخرجونها إلى المرعى بالغداة .

Ayah  16:7  الأية
    +/- -/+  
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
التفسير
 
وتحمل أثقالكم أحمالكم
إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه واصلين على غير الإبل
إلا بشق الأنفس بجهدها
إن ربكم لرءُوف رحيم حيث خلقها لكم .

Ayah  16:8  الأية
    +/- -/+  
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
التفسير
 
و خلق
الخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة مفعول له، والتعليل بهما بتعريف النعم لا ينافي خلقها لغير ذلك كالأكل في الخيل ، الثابت بحديث الصحيحين
ويخلق ما لا تعلمون من الأشياء العجيبة الغريبة .

Ayah  16:9  الأية
    +/- -/+  
وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
التفسير
 
وعلى الله قصد السبيل أي بيان الطريق المستقيم
ومنها أي السبيل
جائر حائد عن الاستقامة
ولو شاء هدايتكم
لهداكم إلى قصد السبيل
أجمعين فتهتدون إليه باختيار منكم.

Ayah  16:10  الأية
    +/- -/+  
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ
التفسير
 
هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب تشربونه
ومنه شجر ينبت بسببه
فيه تسيمون ترعون دوابكم .

Ayah  16:11  الأية
    +/- -/+  
يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
التفسير
 
ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك المذكور
لآية دالة على وحدانيته تعالى
لقوم يتفكرون في صنعه فيؤمنون .

Ayah  16:12  الأية
    +/- -/+  
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
التفسير
 
وسخَّر لكم الليل والنهار والشمس بالنصب عطفاً على ما قبله والرفع مبتدأ
والقمر والنجوم بالوجهين
مسخرات بالنصب حال والرفع خبر
بأمره بإرادته
إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون يتدبرون .

Ayah  16:13  الأية
    +/- -/+  
وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ
التفسير
 
و سخر لكم
ما ذرَأ خلق
لكم في الأرض من الحيوان والنبات وغير ذلك
مختلفاً ألوانه كأحمر وأصفر وأخضر وغيرها
إن في ذلك لآية لقوم يذكَّرون يتعظون .

Ayah  16:14  الأية
    +/- -/+  
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
التفسير
 
وهو الذي سخَّر البحر ذلله لركوبه والغوص فيه
لتأكلوا منه لحماً طرياً هو السمك
وتستخرجوا منه حليه تلبسونها هي اللؤلؤ والمرجان
وترى تبصر
الفلك السفن
مواخر فيه تمخر الماء، أي تشقه يجريها فيه مقبلة ومدبرة بريح واحدة
ولتبتغوا عطف على لتأكلوا، تطلبوا
من فضله تعالى بالتجارة
ولعلكم تشكرون الله على ذلك .

Ayah  16:15  الأية
    +/- -/+  
وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
التفسير
 
وألقى في الأرض رواسي جبالاً ثوابت لـ
أن لا
تميد تتحرك
بكم و جعل فيها
أنهاراً كالنيل
وسبلاً طرقاً
لعلكم تهتدون إلى مقاصدكم .

Ayah  16:16  الأية
    +/- -/+  
وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ
التفسير
 
وعلامات تستدلون بها على الطرق كالجبال بالنهار
وبالنجم بمعنى النجوم
هم يهتدون إلى الطرق والقبلة بالليل .

Ayah  16:17  الأية
    +/- -/+  
أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لَّا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
التفسير
 
أفمن يخلق وهو الله
كمن لا يخلق وهو الأصنام حيث تشركونها معه في العبادة ؟ لا
أفلا تذكرون هذا فتؤمنون .

Ayah  16:18  الأية
    +/- -/+  
وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ
التفسير
 
وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها تضبطوها فضلاً أن تطيقوا شكرها
إن الله لغفور رحيم حيث ينعم عليكم مع تقصيركم وعصيانكم .

Ayah  16:19  الأية
    +/- -/+  
وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
التفسير
 
والله يعلم ما تسرون وما تعلنون } .

Ayah  16:20  الأية
    +/- -/+  
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
التفسير
 
والذين تدعون بالتاء والياء تعبدون
من دون الله وهم الأصنام
لا يخلقون شيئاً وهم يُخلقون يصورون من الحجارة وغيرها .

Ayah  16:21  الأية
    +/- -/+  
أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
التفسير
 
أموات لا روح فيه خبر ثان
غير أحياء تأكيد
وما يشعرون أي الأصنام
أيان وقت
يبعثون أي الخلق فكيف يعبدون، إذ لا يكون إلهاً إلا الخالق الحي العالم بالغيب .

Ayah  16:22  الأية
    +/- -/+  
إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ
التفسير
 
إلهكم المستحق للعبادة منكم
إله واحد لا نظير له في ذاته ولا في صفاته وهو الله تعالى
فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة جاحدة للوحدانية
وهم مستكبرون متكبرون عن الإيمان بها .

Ayah  16:23  الأية
    +/- -/+  
لَا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
التفسير
 
لا جرم حقا
أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون فيجازيهم بذلك
إنه لا يحب المستكبرين بمعنى أنه يعاقبهم .

Ayah  16:24  الأية
    +/- -/+  
وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
التفسير
 
ونزل في النضر بن الحارث
وإذا قيل لهم ما استفهامية
ذا موصولة
أنزل ربكم على محمد
قالوا هو
أساطير أكاذيب
الأولين إضلالاً للناس .

Ayah  16:25  الأية
    +/- -/+  
لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ
التفسير
 
ليحملوا في عاقبة الأمر
أوزارهم ذنوبهم
كاملة لم يُكفَّر منها شيء
يوم القيامة ومن بعض
أوزار الذين يضلونهم بغير علم لأنهم دعوهم إلى الضلال فاتبعوهم فاشتركوا في الإثم
ألا ساء بئس
ما يزرون يحملونه حملهم هذا .

Ayah  16:26  الأية
    +/- -/+  
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
التفسير
 
قد مكر الذين من قبلهم وهو نمروذ بنى صرحاً طويلا ليصعد منه إلى السماء ليقاتل أهلها
فأتى اللهُ قصد
بنيانهم من القواعد الأساس فأرسل عليه الريح والزلزلة فهدمته
فخر عليهم السقف من فوقهم أي هم تحته
وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون من جهة لا تخطر ببالهم وقيل هذا تمثيل لإفساد ما أبرموه من المكر بالرسل .

Ayah  16:27  الأية
    +/- -/+  
ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ
التفسير
 
ثم يوم القيامة يخزيهم يذلهم
ويقول الله لهم على لسان الملائكة توبيخاً
أين شركائي بزعمكم
الذين كنتم تشاقون تخالفون المؤمنين
فيهم في شأنهم
قال أي يقول
الذين أوتوا العلم من الأنبياء والمؤمنين
إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين يقولونه شماتة بهم .

Ayah  16:28  الأية
    +/- -/+  
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
التفسير
 
الذين تتوفاهم بالتاء والياء
الملائكة ظالمي أنفسهم بالكفر
فألقوا السلم انقادوا واستسلموا عند الموت قائلين
ما كنا نعمل من سوء شرك فتقول الملائكة
بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فيجازيكم به .

Ayah  16:29  الأية
    +/- -/+  
فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
التفسير
 
ويقال لهم
فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى مأوى
المتكبرين } .

Ayah  16:30  الأية
    +/- -/+  
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ
التفسير
 
وقيل للذين اتقوْا الشرك
ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً للذين أحسنوا بالإيمان
في هذه الدنيا حسنة حياة طيبة
ولدار الآخرة أي الجنة
خير من الدنيا وما فيها قال تعالى فيها
ولنعم دار المتقين هي .

Ayah  16:31  الأية
    +/- -/+  
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ
التفسير
 
جنات عدن إقامة مبتدأ خبره
يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءُون كذلك الجزاء
يجزي الله المتقين } .

Ayah  16:32  الأية
    +/- -/+  
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
التفسير
 
الذين نعت
تتوفاهم الملائكة طيبين طاهرين من الكفر
يقولون عند الموت
سلام عليكم ويقال لهم في الآخرة
ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } .

Ayah  16:33  الأية
    +/- -/+  
هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
التفسير
 
هل ما
ينظرون ينتظر الكفار
إلا أن تأتيهم بالتاء والياء
الملائكة لقبض أرواحهم
أو يأتي أمر ربك العذاب أو القيامة المشتملة عليه
كذلك كما فعل هؤلاء
فعل الذين من قبلهم من الأمم كذبوا رسلهم فأهلكوا
وما ظلمهم الله بإهلاكهم بغير ذنب
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بالكفر .

Ayah  16:34  الأية
    +/- -/+  
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
التفسير
 
فأصابهم سيئات ما عملوا أي جزاءها
وحاق نزل
بهم ما كانوا به يستهزءُون أي العذاب .

Ayah  16:35  الأية
    +/- -/+  
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
التفسير
 
وقال الذين أشركوا من أهل مكة
لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء من البحائر والسوائب فإشراكنا وتحريمنا بمشيئته فهو راض به، قال تعالى:
كذلك فعل الذين من قبلهم أي كذبوا ربهم فيما جاءوا به
فهل فما
على الرسل إلا البلاغ المبين إلا البلاغ البيِّن وليس عليهم الهداية .

Ayah  16:36  الأية
    +/- -/+  
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
التفسير
 
ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً كما بعثناك في هؤلاء
أن بأن
اعبدوا الله وحدوه
واجتنبوا الطاغوت الأوثان أن تعبدوها
فمنهم من هدى الله فآمن
ومنهم من حقت وجَبَتْ
عليه الضلالة في علم الله فلم يؤمن
فسيروا يا كفار مكة
في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين رسلهم من الهلاك .

Ayah  16:37  الأية
    +/- -/+  
إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
التفسير
 
إن تحرص يا محمد
على هداهم وقد أضلهم الله لا تقدر على ذلك
فإن الله لا يُهدِي بالبناء للمفعول وللفاعل
من يضل من يريد إضلاله
وما لهم من ناصرين مانعين من عذاب الله .

Ayah  16:38  الأية
    +/- -/+  
وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
التفسير
 
وأقسموا بالله جهد أيمانهم أي غاية اجتهادهم فيها
لا يبعث الله من يموت قال تعالى
بلى يبعثهم
وعداً عليه حقا مصدران مؤكدان منصوبان بفعلهما المقدر أي وعد ذلك وحقه حقا
ولكن أكثر الناس أي أهل مكة
لا يعلمون ذلك .

Ayah  16:39  الأية
    +/- -/+  
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ
التفسير
 
ليبين متعلق ببعثهم المقدر
لهم الذي يختلفون مع المؤمنين
فيه من أمر الدين بتعذيبهم وإثابة المؤمنين
وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين في إنكار البعث .

Ayah  16:40  الأية
    +/- -/+  
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
التفسير
 
إنما قوْلنا لشيء إذا أردناه أي أردنا إيجاده وقولنا مبتدأ خبره
أن نقول له كن فيكونُ أي فهو يكون وفي قراءة بالنصب عطفاً على نقول والآية لتقرير القدرة على البعث .

Ayah  16:41  الأية
    +/- -/+  
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
التفسير
 
والذين هاجروا في الله لإقامة دينه
من بعدما ظلموا بالأذى من أهل مكة وهم النبي وأصحابه
لنبوِّئَنهم ننزلهم
في الدنيا داراً
حسنة هي المدينة
ولأجر الآخرة أي الجنة
أكبر أعظم
لو كانوا يعلمون أي الكفار أو المتخلفون عن الهجرة ما للمهاجرين من الكرامة لوافقوهم .

Ayah  16:42  الأية
    +/- -/+  
الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
التفسير
 
هم
الذين صبروا على أذى المشركين والهجرة لإظهار الدين
وعلى ربهم يتوكلون فيرزقهم من حيث لا يحتسبون .

Ayah  16:43  الأية
    +/- -/+  
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
التفسير
 
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم لا ملائكة
فاسألوا أهل الذكر العلماء بالتوراة والإنجيل
إن كنتم لا تعلمون ذلك ، فإنهم يعلمونه وأنتم إلى تصديقهم أقرب من تصديق المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم .

Ayah  16:44  الأية
    +/- -/+  
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
التفسير
 
بالبينات متعلق بمحذوف أي أرسلناهم بالحجج الواضحة
والزُّبُر الكتب
وأنزلنا إليك الذكر القرآن
لتبين للناس ما نزل إليهم فيه من الحلال والحرام
ولعلهم يتفكرون في ذلك فيعتبرون .

Ayah  16:45  الأية
    +/- -/+  
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
التفسير
 
أفأمِنَ الذين مكروا المكرات
السيئات بالنبي صلى اله عليه وسلم في دار الندوة من تقييده أو قتله أو إخراجه كما ذكر في الأنفال
أن يخسف الله بهم الأرض كقارون
أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أي جهة لا تخطر ببالهم وقد أهلكوا ببدر ولم يكونوا يقدّرون ذلك .

Ayah  16:46  الأية
    +/- -/+  
أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ
التفسير
 
أو يأخذهم في تقلبهم في أسفارهم للتجارة
فما هم بمعجزين بفائتي العذاب .

Ayah  16:47  الأية
    +/- -/+  
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
التفسير
 
أو يأخذهم على تخوف تنقص شيئاً فشيئاً حتى يهلك الجميع حال من الفاعل أو المفعول
فإن ربكم لرءُوف رحيم حيث لم يعاجلهم بالعقوبة .

Ayah  16:48  الأية
    +/- -/+  
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ
التفسير
 
أولم يروْا إلى ما خلق الله من شيء له ظل كشجرة وجبل
تتفيَّؤ تتميل
ظلاله عن اليمين والشمائل جمع شمال أي عن جانبيهما أول النهار وآخره
سجداً لله حال أي خاضعين له بما يراد منهم
وهم أي الظلال
داخرون صاغرون نزلوا منزلة العقلاء .

Ayah  16:49  الأية
    +/- -/+  
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
التفسير
 
ولله يسجد ما في السماوات وما في والأرض من دابة أي نسمة تدب عليها أي تخضع له بما يراد منها، وغلب في الإتيان بما لا يعقل لكثرته
والملائكة خصهم بالذكر تفضيلاً
وهم لا يستكبرون يتكبرون عن عبادته .

Ayah  16:50  الأية
    +/- -/+  
يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩
التفسير
 
يخافون أي الملائكة حال من ضمير يستكبرون
ربهم من فوقهم حال من هم أي عالياً عليهم بالقهر
ويفعلون ما يؤمرون به .

Ayah  16:51  الأية
    +/- -/+  
وَقَالَ اللهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
التفسير
 
وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين تأكيد
إنما هو إله واحد أتى به لإثبات الإلهية والوحدانية
فإياي فارهبون خافون دون غيري وفيه التفات عن الغيبة .

Ayah  16:52  الأية
    +/- -/+  
وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ۚ أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ
التفسير
 
وله ما في السماوات والأرض ملكاً وخلقاً وعبيداً
وله الدين الطاعة
واصباً دائماً حال من الدين والعامل فيه معنى الظرف
أفغير الله تتقون وهو الإله الحق ولا إله غيره والاستفهام للإنكار والتوبيخ .

Ayah  16:53  الأية
    +/- -/+  
وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ
التفسير
 
وما بكم من نعمة فمن الله لا يأتي بها غيره و"ما" شرطية أو موصولة
ثم إذا مسكم أصابكم
الضر الفقر والمرض
فإليه تجأرون ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والدعاء ولا تدعون غيره .

Ayah  16:54  الأية
    +/- -/+  
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
التفسير
 
ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون } .

Ayah  16:55  الأية
    +/- -/+  
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ۚ فَتَمَتَّعُوا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
التفسير
 
ليكفروا بما آتيناهم من النعمة
فتمتعوا باجتماعكم على عبادة الأصنام أمر تهديد
فسوف تعلمون عاقبة ذلك .

Ayah  16:56  الأية
    +/- -/+  
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ ۗ تَاللهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ
التفسير
 
ويجعلون أي المشركون
لما لا يعلمون أنها تضر ولا تنفع وهي الأصنام
نصيباً مما رزقناهم من الحرث والأنعام بقولهم هذا لله لشركائنا
تالله لتسألن سؤال توبيخ وفيه التفات عن الغيبة
عما كنتم تفترون على الله من أنه أمركم بذلك .

Ayah  16:57  الأية
    +/- -/+  
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ
التفسير
 
{( ويجعلون لله البنات ) بقولهم الملائكة بنات الله ( سبحانه ) تنزيهاً له عما زعموا ( ولهم ما يشتهون) ـه أي البنون والجملة في محل رفع أو نصب بيجعل ، المعنى يجعلون له البنات التي يكرهونها وهو منزه عن الولد ويجعلون لهم الأبناء الذين يختارونهم فيختصون بالأسنى كقوله "" فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون "" .

Ayah  16:58  الأية
    +/- -/+  
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ
التفسير
 
وإذا بُشّر أحدهم بالأنثى تولد له
ظل صار
وجهه مسوداً متغيراً تغير مغتَمّ
وهو كظيم ممتلئ غمًّا فكيف تنسب البنات إليه تعالى .

Ayah  16:59  الأية
    +/- -/+  
يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
التفسير
 
يتوارى يختفي
من القوم أي قومه
من سوء ما بشر به خوفاً من التعيير متردداً فيما يفعل به
أيمسكه يتركه بلا قتل
على هون هوان وذل
أم يدسه في التراب بأن يئده
ألا ساء بئس
ما يحكمون حكمهم هذا حيث نسبوا لخالقهم البنات اللاتي هن عندهم بهذا المحل .

Ayah  16:60  الأية
    +/- -/+  
لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
التفسير
 
للذين لا يؤمنون بالآخرة أي الكفار
مثل السَّوء أي الصفة السوأى بمعنى القبيحة وهي وأدهم البنات مع احتياجهم إليهن للنكاح
ولله المثل الأعلى الصفة العليا وهو أنه لا إله إلا هو
وهو العزيز في ملكه
الحكيم في خلقه .

Ayah  16:61  الأية
    +/- -/+  
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
التفسير
 
ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم بالمعاصي
ما ترك عليها أي الأرض
من دابة نسمة تدب عليها
ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون عنه
ساعة ولا يستقدمون عليه .

Ayah  16:62  الأية
    +/- -/+  
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُم مُّفْرَطُونَ
التفسير
 
ويجعلون لله ما يكرهون لأنفسهم من البنات والشريك في الرياسة وإهانة الرسل
وتصف تقول
ألسنتهم مع ذلك
الكذب وهو
أن لهم الحسنى عند الله أي الجنة لقوله : (ولئن رجعت إلى ربي إن لي عنده للحسنى) {لا جرم حقا
أن لهم النار وأنهم مفرطون متروكون فيها أو مقدمون إليها وفي قراءة بكسر الراء أي متجاوزون الحد.

Ayah  16:63  الأية
    +/- -/+  
تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
التفسير
 
تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك رسلاً
فزين لهم الشيطان أعمالهم السيئة فرأوها حسنة فكذبوا الرسل
فهو وليهم متولي أمورهم
اليوم أي في الدنيا
ولهم عذاب أليم مؤلم في الآخرة وقيل المراد باليوم يوم القيامة على حكاية الحال الآتية لا ولي لهم غيره وهو عاجز عن نصر نفسه فكيف ينصرهم .

Ayah  16:64  الأية
    +/- -/+  
وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
التفسير
 
وما أنزلنا عليك يا محمد
الكتاب القرآن
إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه من أمر الدين
وهدى عطف على لتبين
ورحمة لقوم يؤمنون به .

Ayah  16:65  الأية
    +/- -/+  
وَاللهُ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
التفسير
 
والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بالنبات
بعد موتها يبسها
إن في ذلك المذكور
لآية دالة على البعث
لقوم يسمعون سماع تدبر .

Ayah  16:66  الأية
    +/- -/+  
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ
التفسير
 
وإن لكم في الأنعام لعبرة اعتبار
نسقيكم بيان للعبرة
مما في بطونه أي الأنعام
من للابتداء متعلقة بنسقيكم
بين فرث ثفل الكرش
ودمٍ لبناً خالصاً لا يشوبه شيء من الفرث والدم من طعم أو ريح أو لون أو بينهما
سائغاًً للشاربين سهل المرور في حلقهم لا يغص به .

Ayah  16:67  الأية
    +/- -/+  
وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
التفسير
 
ومن ثمرات النخيل والأعناب ثمر
تتخذون منه سكراً خمراً يسكِر سميت بالمصدر وهذا قبل تحريمها
ورزقاً حسناً كالتمر والزبيب والخل والدبس
إن في ذلك المذكور
لآية دالة على قدرته تعالى
لقوم يعقلون يتدبرون .

Ayah  16:68  الأية
    +/- -/+  
وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
التفسير
 
وأوحى ربك إلى النحل وحي إلهام
أن مفسرة أو مصدرية
اتخذي من الجبال بيوتاً تأوين إليها
ومن الشجر بيوتًا
ومما يعرشون أي الناس يبنون لك من الأماكن وإلا لم تأو إليها .

Ayah  16:69  الأية
    +/- -/+  
ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
التفسير
 
ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي ادخلي
سبل ربك طرقه في طلب المرعى
ذللا جمع ذلول حال من السبل أي مسخرة لك فلا تعسر عليك وإن توعرت ولا تضلي على العود منها وإن بعدت، وقيل من الضمير في اسلكي أي منقادة لما يراد منك
يخرج من بطونها شراب هو العسل
مختلف ألوانه فيه شفاء للناس من الأوجاع قيل لبعضها كما دل عليه تنكير شفاء أو لكلها بضميمته إلى غيره وبدونها بنيته وقد أمر به صلى الله عليه وسلم من استطلق عليه بطنه رواه الشيخان
إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون في صنعه تعالى .

Ayah  16:70  الأية
    +/- -/+  
وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
التفسير
 
والله خلقكم ولم تكونوا شيئاً
ثم يتوفاكم عند انقضاء آجالكم
ومنكم من يرد إلى أرذل العمر أي أخسه من الهرم والخرف
لكي لا يعلم بعد علم شيئاً قال عكرمة من قرأ القرآن لم يصر بهذه الحالة
إن الله عليم بتدبير خلقه
قدير على ما يريده .

Ayah  16:71  الأية
    +/- -/+  
وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ
التفسير
 
والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فمنكم غني وفقير ومالك ومملوك
فما الذين فضلوا أي الموالي
برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم أي بجاعلي ما رزقناهم من الأموال وغيرها شركة بينهم وبين مماليكهم
فهم أي المماليك والموالي
فيه سواء شركاء المعنى ليس لهم شركاء من مماليكهم في أموالهم فكيف يجعلون بعض مماليك الله شركاء له
أفبنعمة الله يجحدون يكفرون حيث يجعلون له شركاء .

Ayah  16:72  الأية
    +/- -/+  
وَاللهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ
التفسير
 
والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا فخلق حواء من ضلع آدم وسا