Prev  

16. Surah An-Nahl سورة النحل

  Next  



تفسير البغوي - النحل - An-Nahl -
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
أَتَىٰ أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
    +/- -/+  
الأية
1
 
{ مكية،[ مائة وثمان وعشرون آية]إلا قولة تعالى } : وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } ،إلى آخر السورة. '' أتى } ، أي :جاء ودنا وقرب ،'' أمر الله } ،قال ابن عرفة :تقول العرب :أتاك الأمر وهو متوقع بعد،أي:أتى أمر الله وعداً فلا تستعجلوه وقوعاً. '' أمر الله ، { قال الكلبي وغيره: المراد منه القيامة. قال ابن عباس : لما نزل قولة تعالى { اقتربت الساعة } (القمر -1)قال الكفار بعضهم لبعض:إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت فأمسكوا عن بعض ما كنتم تعملون حتى تنظروا ما هو كائن ،فلما لم ينزل شيء [قالوا: ما نرى شيئاً فنزل قولة: '' اقترب للناس حسابهم } (الأنبياء-1) ،فأشفقوا،فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد ما نرى شيئاً مما تخوفنا به]فأنزل الله تعالى: '' أتى أمر الله ، { فوثب النبي صلى الله علية وسلم ورفع الناس رؤوسهم وظنوا أنها قد أتت حقيقة فنزلت { فلا تستعجلوه ، { فاطمأنوا. والاستعجال : طلب الشيء قبل حينه. ولما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وسلم } : بعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار بإصبعيه، وإن كادت لتسبقني }. قال ابن عباس: كان بعث النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة ولما مر جبريل عليه السلام بأهل السموات مبعوثا إلى محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: الله أكبر قامت الساعة. وقال قوم: المراد بالأمر هاهنا :عقوبة المكذبين والعذاب بالسيف ، وذلك أن النضر ابن الحارث قال: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، فاستعجل العذاب،فنزلت هذه الآية. وقتل النضر يوم بدر صبراً. { سبحانه وتعالى عما يشركون ، { ، معناه تعاظم بالأوصاف الحميدة عما يصفه به المشركون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ
    +/- -/+  
الأية
2
 
{ ينزل الملائكة ، { ، قرأ العامة بضم الياء وكسر الزاي و'' الملائكة ، { نصب .وقرأ يعقوب بالتاء وفتحها وفتح الزاي و'' الملائكة ، { رفع ، { ينزل الملائكة بالروح ، { بالوحي، سماه روحاً لأنه يحيي به القلوب والحق. قال عطاء : بالنبوة . وقال قتادة : بالرحمة. قال أبو عبيده ، { بالروح } ، يعني مع الروح ، وهو جبريل. { من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا ، { ، أعلموا } : أنه لا إله إلا أنا فاتقون }. وقيل معناه مروهم بقول ((لا إله إلا الله )) منذرين مخوفين بالقرآن إن لم يقولوا. وقوله ، { فاتقون } ، أي:فخافون

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۚ تَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
الأية
3] . .
{ خلق السموات والأرض بالحق تعالى عما يشركون }
، أي: أرتفع عما يشركون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
    +/- -/+  
الأية
4
 
{ خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم } ، جدل بالباطل ،'' مبين }. نزلت في أبي بن خلف الجمحي، وكان ينكر البعث جاء بعظم رميم فقال: أتقول إن الله تعالى يحيي هذا بعد ما قد رم ؟ كما قال جل ذكره ، { وضرب لنا مثلا ونسي خلقه } (يس-77)،نزلت فيه أيضاً . والصحيح أن الآية عامة، وفيها بيان القدرة وكشف قبيح ما فعلوه، من جحد نعم الله مع ظهورها عليهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ
    +/- -/+  
الأية
5
 
{ قوله تعالى { والأنعام خلقها } ، يعني الإبل والبقر والغنم ، { لكم فيها دفء } ، يعني: من أوبارها وأشعارها وأصوافها ملابس ولحفاً تستدفئون بها ، { ومنافع } ، بالنسل والدر والركوب والحمل وغيرها ، { ومنها تأكلون } ،يعني لحومها.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
    +/- -/+  
الأية
6
 
{ ولكم فيها جمال'' ،زينة، { حين تريحون } ، أي حين تردونها بالعشي من مراعيها إلى مباركها التي تأوي إليها ، { وحين تسرحون } ، أي: تخرجونها بالغداة من مراحلها إلى مسارحها،وقدم الرواح لأن المنافع تؤخذ منها بعد الرواح، ومالكها يكون أعجب بها إذا راحت.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
7
 
{ وتحمل أثقالكم } ،أحمالكم { إلى بلد } ، آخر غير بلدكم . قال عكرمة: البلد مكة ، { لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس } ، أي: بالمشقة والجهد. والشق: النصف أيضا أي: لم تكونوا بالغية إلا بنقصان قلة النفس وذهاب نصفها . وقرأ أبو جعفر ، { بشق ، { بفتح الشين، وهما لغتان، مثل: رطل ورطل. '' إن ربكم لرؤوف رحيم ، { بخلقة حيث جعل لهم هذه المنافع.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
8
 
{ والخيل } ، يعني: وخلق الخيل، وهي اسم جنس لا واحد له من لفظه كالإبل والنساء ، { والبغال والحمير لتركبوها وزينة } ، يعني وجعلها زينة لكم مع المنافع التي فيها. وأحتج بهذه الآية من حرم لحوم الخيل، وهو قول ابن عباس ،وتلا هذه الآية ،فقال: هذه للركوب [والية ذهب] الحكم، ومالك، وابو حنيفة . وذهب جماعة إلى إباحة لحوم الخيل ،وهو قول الحسن و شريح وعطاء، وسعيد بن جبير، وبه قال الشافعي ،وأحمد ،واسحاق . ومن اباحها قال: ليس المراد من الآية بيان التحليل والتحريم بل المراد منه تعريف الله عباده نعمه وتنبيههم على كمال قدرته وحكمته، واحتجوا بما: أخبرنا عبد الواحد المليحي، اخبرنا احمد بن عبد الله ألنعيمي،أخبرنا محمد بن يوسف ،حدثنا محمد بن إسماعيل ،حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد عن عمرو- هو ابن دينار-عن محمد بن علي عن جابر رضي الله عنه قال: (( { نهى النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر ورخص في لحوم الخيل } )). اخبرنا أبو الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي، اخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ،اخبرنا أبو احمد عبد الله بن عدي الحافظ حدثنا الحسن بن الفرج ،حدثنا عمرو بن خالد، حدثنا عبد الله بن عبد الكريم، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر انهم كانوا يأكلون لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن أكل لحوم البغال والحمير،روى عن المقدام بن معدي كرب عن خالد بن الوليد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، { نهى عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير ، { وإسناده ضعيف. { ويخلق ما لا تعلمون } ، قيل: يعني ما أعد الله في الجنة لأهلها ،وفي النار لأهلها ، مما لم تره عين ولم تسمعه أذن ولا خطر على قلب بشر. وقال قتادة يعني: السوس في النبات والدود في الفواكه.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ ۚ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
    +/- -/+  
الأية
9
 
{ قولة تعالى } : وعلى الله قصد السبيل } ، يعني: بيان طريق الهدى من الضلالة.وقيل : بيان الحق بالآيات والبراهين والقصد الصراط المستقيم . { ومنها جائر } ، يعني :ومن السبيل جائر عن الاستقامة معوج، فالقصد من السبيل : دين الإسلام،والجائر منها:اليهودية ،والنصرانية ،وسائر ملل الكفر. قال جابر بن عبد الله { قصد السبيل }:بيان الشرائع والفرائض. وقال عبد الله بن المبارك، وسهل بن عبد الله: '' قصد السبيل { السنة ، { ومنها جائر'' الأهواء والبدع،دليله قولة تعالى } : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل } (الأنعام-153). { ولو شاء لهداكم أجمعين } ،نظيرة قوله تعالى } : ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } (السجدة-13) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ
    +/- -/+  
الأية
10
 
{ قولة عز وجل: { هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب'' ،تشربونه ، { ومنه شجر'' أي: من ذلك الماء شراب أشجاركم،وحياة نباتكم ، { وفيه } ، يعني: في الشجر ، { تسيمون ، { ترعون مواشيكم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
الأية
11] .
{ ينبت لكم به }
، أي: ينبت الله لكم به، بالماء الذي انزل ،وقرأ أبو بكر عن عاصم ، { تنبت ، { بالنون. { الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
12
 
{ وسخر لكم'' ،[ذلل لكم]، ، { الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات } ،مذللات ، ، { بأمره'' أي:بأذنه،وقرأ حفص ، { والنجوم مسخرات ، { بالرفع على الابتداء .'' إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
13
 
". { وما ذرأ } ، وما خلق ، { لكم'' ،لأجلكم،أي:وسخر ما خلق لأجلكم، { في الأرض } ، من الدواب والأشجار والثمار وغيرها ، { مختلفاً } ، نصب على الحال،'' ألوانه }. { إن في ذلك لآية لقوم يذكرون ، { ، يعتبرون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
14
 
{ وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا } ، يعني: السمك ، { وتستخرجوا منه حلية تلبسونها } ، يعني: اللؤلؤ والمرجان ، { وترى الفلك مواخر فيه ، { جواري. قال قتادة مقبلة ومدبرة، وهو أنك ترى سفينتين إحداهما تقبل والأخرى تدبر،تجريان بريح واحدة. وقال الحسن: ((مواخر))أي مملوءة. وقال الفراء والأخفش شواق تشق الماء بجناحيها . قال مجاهد: تمخر السفن الرياح . وأصل ألمخر: الرفع والشق، وفي الحديث { إذا أراد احدكم البول فليستمخر الريح { أي: لينظر من أين مجراها وهبوبها، فليستدبرها حتى لا برد عليه البول. وقال أبو عبيده: صوائخ،والمخر: صوت هبوب الريح عند شدتها. { ولتبتغوا من فضله } ، يعني: التجارة ، { ولعلكم تشكرون'' ،إذا رأيتم صنع الله فيما سخر لكم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
الأية
15] .
{ وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم
{ أي: [لئلا تميد بكم]أي تتحرك وتميل. وألميد: هو الاضطراب والتكفؤ، ومنه قيل للدوار الذي يعتري راكب البحر:ميد. قال وهب:لما خلق الله الأرض جعلت تمور فقالت الملائكة: إن هذه غير مقرة أحدا على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال فلم تدر الملائكة مم خلقت الجبال. '' وأنهاراً و سبلاً'' أي: وجعل فيها أنهاراً وطرقاً مختلفة،'' لعلكم تهتدون'' ،إلى ما تريدون فلا تضلون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَعَلَامَاتٍ ۚ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
16
 
{ وعلامات } ،يعني: معالم الطرق.قال بعضهم: هاهنا تم الكلام ثم ابتدأ ، { وبالنجم هم يهتدون }. قال محمد بن كعب ،والكلبي: أراد بالعلامات الجبال، فالجبال علامات النهار،والنجوم علامات الليل. وقال مجاهد: أراد بالكل النجوم، منها ما يكون علامات ومنها ما يهتدون به. قال السدي: أراد بالنجم، الثريا، وبنات نعش، والفرقدين،والجدي، يهتدي بهال إلى الطرق والقبلة . وقال قتادة: إنما خلق الله النجوم لثلاثة أشياء: لتكون زينة للسماء، ومعالم للطرق،ورجومًا للشياطين، فمن قال غير هذا فقد تكلف مالا علم له به.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ ۗ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
17
 
{ أفمن يخلق } ، يعني الله تعالى ، { كمن لا يخلق } ، يعني:الأصنام { أفلا تذكرون

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
18
 
". { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور ، { لتقصيركم في شكر نعمه ، { رحيم ، { بكم حيث وسع عليكم النعم، ولم يقطعها عنكم بالتقصير والمعاصي.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
    +/- -/+  
 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ
    +/- -/+  
الأية
20
 
{ الذين تدعون من دون الله } ، يعني:الأصنام،وقرأ عاصم و يعقوب ، { يدعون ، { بالياء. { لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
    +/- -/+  
الأية
21
 
{ أموات } ، أي: الأصنام { غير أحياء وما يشعرون ، { ،يعني: الأصنام } ، أيان ، { متى ، { يبعثون } ، والقرآن يدل على أن الأصنام تبعث وتجعل فيها الحياة فتتبرأ من عابديها . وقيل: ما يدري الكفار عبدة الأصنام متى يبعثون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ
الأية
22] - قولة تعالى:
'' إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة }
، جاحدة،'' وهم مستكبرون'' ،متعظمون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لَا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
23
 
{ لا جرم'' ،حقا { أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه لا يحب المستكبرين ، { أخبرنا أبو سعيد بكر بن محمد بن محمد بن محمي البسطامي،اخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن إبراهيم بن سختويه،اخبرنا أبو الفضل سفيان بن محمد الجوهري،حدثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي،حدثنا يحيى بن حماد،حدثنا شعبة،عن ابان بن تغلب،عن فضيل الفقيمي،عن إبراهيم النخعي،عن علقمة بن قيس،عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:'' لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر،ولا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان،فقال رجل: يا رسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا؟قال:إن الله جميل يحب الجمال،الكبر بطر الحق وغمط الناس.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ
    +/- -/+  
الأية
24
 
{ وإذا قيل لهم'' ،يعني:لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة ،وهم مشركو مكة الذين اقتسموا عقابها، إذا سأل الحاج: '' ماذا أنزل ربكم ؟قالوا أساطير الأولين } ،أحاديثهم وأباطيلهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
25
 
{ ليحملوا أوزارهم'' ،ذنوب أنفسهم،'' كاملة'' ،وإنما ذكر الكمال لأن البلايا التي تلحقهم في الدنيا وما يفعلون من الحسنات لا تكفر عنهم شيئا { يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم'' ،بغير حجة فيصدونهم عن الإيمان،'' ألا ساء ما يزرون } ، يحملون. أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل ألخرقي،أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني،أخبرناعبد الله بن عمر الجوهري ،اخبرنا أحمد بن علي الكشميهني،حدثنا علي بن حجر ، حدثنا إسماعيل ابن جعفر،عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه،عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: '' من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا،ومن دعا إلى ضلالة كان علية من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
26
 
{ قولة تعالى: '' قد مكر الذين من قبلهم'' ،وهو نمرود بن كنعان،بني الصرح ببابل ليصعد إلى السماء. قال ابن عباسووهب :كان طول الصرح في السماء خمسة آلاف ذراع. وقال كعبومقاتل:كان طوله فرسخين،فهبت ريح وألقت رأسه في البحر،وخر عليهم الباقي وهم تحته،ولما سقط الصرح تبلبلت السن الناس من الفزع يومئذ فتكلموا بثلاثة وسبعين لسانا فلذلك سميت بابل،وكان لسان الناس قبل ذلك بالسريانية،فذلك قولة تعالى:'' فأتى الله بنيانهم من القواعد'' أي: قصد تخريب بنيانهم /من أصولها،'' فخر عليهم السقف'' يعني أعلى البيوت ، { من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون } ،من مأمنهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
27
 
{ ثم يوم القيامة يخزيهم } ،يهينهم بالعذاب،'' ويقول أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم } ،تخالفون المؤمنين فيهم، مالهم لا يحضرون فيدفعون عنكم العذاب؟ وكسر نافع النون من تشاقون على الإضافة ، والآخرون بفتحها . { قال الذين أوتوا العلم '' ، [وهم المؤمنون]، ، { إن الخزي ، { الهوان ، { اليوم والسوء } ،أي: العذاب ، ، { على الكافرين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
28
 
{ الذين تتوفاهم الملائكة } ،يقبض أرواحهم ملك الموت وأعوانه ، قرأ حمزة ، { تتوفاهم ، { بالياء وكان ما بعده ، ، { ظالمي أنفسهم } ، بالكفر، ونصب على الحال أي: في حال كفرهم ، { فألقوا السلم } ، أي:استسلموا وانقادوا وقالوا } : ما كنا نعمل من سوء } ،شرك، فقال لهم الملائكة: { بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون }. قال عكرمة : عنى بذلك من قتل من الكفار ببدر.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ
    +/- -/+  
الأية
29
 
{ فادخلوا } ، أي: قال لهم ادخلوا ، { أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين } ، عن الإيمان.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ
    +/- -/+  
الأية
30
 
{ وقيل للذين اتقوا ، { وذلك أن أحياء العرب كانوا يبعثون أيام الموسم من يأتيهم بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جاء سأل الذين قعدوا على الطرق عنه،فيقولون: ساحر، كاهن، شاعر، كذاب، مجنون، ولم لم تلقه خير لك،فيقول السائل: أنا شر وافد إن رجعت إلى قومي دون أن أدخل مكة فألقاه، فيدخل مكة فيرى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيخبرونه بصدقة وأنه نبي مبعوث.فذلك قوله } : وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم؟ قالوا خيراً } ، يعني: انزل خيراً . ثم ابتدأ فقال } : للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة } ، كرامة من الله. قال ابن عباس :هي تضعيف الأجر إلى العشر . وقال الضحاك : هي النصر والفتح . وقال مجاهد هي الرزق الحسن. { ولدار الآخرة } ، أي ولدار الحال الآخرة ، { خير ولنعم دار المتقين } ،قال الحسن : هي الدنيا، لأن أهل التقوى يتزودون فيها للآخرة . وقال اكثر المفسرين :هي الجنة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ
    +/- -/+  
الأية
31
 
{ ثم فسرها فقال } : جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاؤون كذلك يجزي الله المتقين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
    +/- -/+  
الأية
32
 
{ الذين تتوفاهم الملائكة طيبين } ، مؤمنين طاهرين من الشرك . قال مجاهد : زاكية أفعالهم وأقوالهم .وقيل: معناه: إن وفاتهم تقع طيبة سهلة. { يقولون } ، يعني: الملائكة لهم ، { سلام عليكم { وقيل: يبلغونهم سلام الله ، { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
    +/- -/+  
الأية
33
 
{ قولة عز وجل: '' هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة } ،لقبض أرواحهم، { أو يأتي أمر ربك } ، يعني: يوم القيامة، وقيل: العذاب . { كذلك فعل الذين من قبلهم } ، أي: كفروا ، { وما ظلمهم الله ، { بتعذيبه إياهم، { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ
    +/- -/+  
الأية
34
 
{ فأصابهم سيئات ما عملوا } ، عقوبات كفرهم وأعمالهم الخبيثة، { وحاق بهم '' ، [نزل بهم]، ، { ما كانوا به يستهزئون

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
    +/- -/+  
الأية
35
 
". '' وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء } ، يعني: البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام، فلولا أن الله رضيها لغير ذلك وهدانا إلى غيرها ، { كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين } ،أي: ليس إليهم الهداية إنما إليهم التبليغ.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
    +/- -/+  
الأية
36
 
{ ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً } ، أي: كما بعثنا فيكم ، { أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت } ،وهو كل معبود من دون الله، { فمنهم من هدى الله } ، أي: هداه الله إلى دينه ، { ومنهم من حقت عليه الضلالة } ، أي: وجبت بالقضاء السابق حتى مات على كفره ، { فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين } ،أي: مآل أمرهم، وهو خراب منازلهم بالعذاب والهلاك.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِنْ تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ ۖ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
    +/- -/+  
الأية
37
 
{ إن تحرص على هداهم ، { يا محمد ، { فإن الله لا يهدي من يضل } ، قرأ أهل الكوفة ، { يهدي { بفتح الياء وكسر الدال أي: لا يهدي الله من أضله .وقيل: معناه لا يهتدي من أضله الله . وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الدال يعني من أضله الله فلا هادي له كما قال } : من يضلل الله فلا هادي له } (الأعراف- 86) { وما لهم من ناصرين } ، أي مانعين من العذاب.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ ۚ بَلَىٰ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
38
 
{ قولة تعالى } : وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } ،وهم منكرو البعث، قال الله تعالى رداً عليهم ، { بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ
    +/- -/+  
الأية
39
 
{ ليبين لهم الذي يختلفون فيه } ، أي:ليظهر لهم الحق فيما يختلفون فيه ، { وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
    +/- -/+  
الأية
40
 
{ إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } ،يقول الله تعالى: إذا أردنا أن نبعث الموتى فلا تعب علينا في إحيائهم، ولا في شيء مما يحدث، إنما نقول له: كن، فيكون. أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي ، أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ،حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ،حدثنا عبد الرزاق ،أنبأنا معمر ، عن همام بن منبه، حدثنا أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { قال الله: كذبني عبدي، ولم يكن ذلك له، وشتمني عبدي ولم يكن ذلك له،فأما تكذيبه إياي،أن يقول: لن يعيدنا كما بدأنا،وأما شتمه إياي أن يقول: أتخذ الله ولداً، وأنا الصمد،لم ألد، ولم يكن لي كفواً أحد }.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
41
 
{ قولة تعالى ، { والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا } ، عذبوا وأوذوا في الله . نزلت في بلال، وصهيب، وخباب، وعمار، وعابس، وجبر، وأبي جندل بن سهيل، أخذهم المشركون بمكة فعذبوهم . وقال قتادة : هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ظلمهم أهل مكة،وأخرجوهم من ديارهم حتى لحق طائفة منهم بالحبشة،ثم بوأهم الله المدينة بعد ذلك فجعلها لهم دار هجرة، وجعل لهم أنصاراً من المؤمنين . { لنبوئنهم في الدنيا حسنة } ، وهو أنه أنزلهم المدينة. روي عن عمر بن الخطاب كان إذا أعطى الرجل [من المهاجرين] عطاء يقول: بارك الله لك فيه، هذا ما وعدك الله في الدنيا، وما ادخر لك في الآخرة أفضل، ثم تلا هذه الآية . وقيل: معناه لنحسنن إليهم في الدنيا . وقيل: الحسنة في الدنيا التوفيق والهداية . { ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون }.وقوله: { لو كانوا يعلمون } ، ينصرف إلى المشركين لأن المؤمنين كانوا يعلمونه

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
الأية
42] .
{ الذين صبروا }
، في الله على ما نابهم ، { وعلى ربهم يتوكلون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
43
 
{ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم } ، نزلت في مشركي مكة حيث أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً فهلا بعث إلينا ملكاً ؟ ، { فاسألوا أهل الذكر } ، يعني مؤمني أهل الكتاب، { إن كنتم لا تعلمون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ ۗ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
44
 
{ بالبينات والزبر ، { واختلفوا في الجالب للباء في قوله ، { بالبينات ، { قيل: هي راجعة إلى قولة: { وما أرسلنا } ، وإلا بمعنى غير، مجازة: وما أرسلنا من قبلك بالبينات/ والزبر غير رجال يوحى إليهم ولم نبعث ملائكة . وقيل: تأويله وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً يوحى إليهم [أرسلناهم] بالبينات والزبر . { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، { أراد بالذكر الوحي، وكان النبي صلى الله عليه ومبيناً للوحي، وبيان الكتاب يطلب من السنة ، { ولعلهم يتفكرون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
45
 
{ أفأمن الذين مكروا ، { عملوا ، { السيئات } ، من قبل، يعني: نمرود بن كنعان وغيرة من الكفار ، { أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ
    +/- -/+  
الأية
46
 
{ أو يأخذهم } ، بالعذاب، { في تقلبهم } ، تصرفهم في الأسفار ، وقال ابن عباس: في اختلافهم . وقال ابن جريح : في إقبالهم وإدبارهم ، ، { فما هم بمعجزين } ، بسابقين الله

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
الأية
47] .
{ أو يأخذهم على تخوف }
، والتخوف: التنقص، أي: ينقص من أطرافهم ونواحيهم الشيء بعد الشيء حتى يهلك جميعهم، يقال: تخوفه الدهر وتخونه: إذا نقصه وأخذ ماله وحشمه . ويقال هذا لغة بني هذيل . وقال الضحاك و الكلبي : من الخوف أي: يعذب طائفة فيتخوف الآخرون أن يصيبهم مثل ما أصابهم . '' فإن ربكم لرؤوف رحيم } ، حين لم يعجل بالعقوبة

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ
الأية
48] . قولة عز وجل:
'' أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء }
- قرأ حمزة و الكسائي بالتاء على الخطاب، وكذلك في سورة العنكبوت، والآخرون بالياء، خبراً عن الذين مكروا السيئات - إلى ما خلق الله من شيء من جسم قائم، له ظل ، { يتفيأ ، { ، قرأ أبو عمرو ، و يعقوب ، بالتاء والآخرون بالياء. { ظلاله } ،أي: تميل وتدور من جانب إلى جانب، فهي في أول النهار على حال، ثم تتقلص ثم تعود إلى آخر النهار إلى حال أخرى سجداً لله، فميلانها ودورانها: سجودها لله عز وجل . ويقال للظل بالعشي : فيء، لأنه فاء، أي: رجع من المغرب إلى المشرق، فالفيء الرجوع.والسجود الميل. يقال: سجدت النخلة إذا مالت . قوله عز وجل } : عن اليمين والشمائل سجداً لله } ، قال قتادة و الضحاك : أما اليمين: فأول النهار،والشمال: آخر النهار،تسجد الظلال لله . وقال الكلبي : الظل قبل طلوع الشمس عن يمينك وعن شمالك وقدامك وخلفك، وكذلك إذا غابت، فإذا طلعت كان من قدامك، وإذا ارتفعت كان عن يمينك ، هم بعده كان خلفك، فإذا كان قبل أن تغرب الشمس كان عن يسارك، فهذا تفيؤه ، وتقلبه، وهو سجوده . وقال مجاهد : إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله . وقيل: المراد من الظلال: سجود الأشخاص . فإن قيل لم وحد اليمين وجمع الشمائل؟ قيل: من شأن العرب في اجتماع العلامتين الاكتفاء بواحدة، كقوله تعالى } : ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم } (البقرة -7)، وقوله: '' يخرجهم من الظلمات إلى النور } (البقرة-257). وقيل: اليمين يرجع إلى قولة } : ما خلق الله }.ولفظ ، { ما ، { واحد، والشمائل: يرجع إلى المعنى. { وهم داخرون ، { ، صاغرون.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ
    +/- -/+  
الأية
49
 
{ ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض } ، إنما أخبر بما لغلبة مالا يعقل على من يعقل في العدد، والحكم للأغلب كتغليب المذكر على المؤنث ، { من دابة } ، أراد من كل حيوان يدب . ويقال: السجود : الطاعة، والأشياء كلها مطيعة لله عز وجل من حيوان وجماد، قال الله تعالى: '' قالتا أتينا طائعين } (فصلت-11) . وقيل: سجود الأشياء تذللها وتسخرها لما أريدت له وسخرت له . وقيل: سجود الجمادات ومالا يعقل: ظهور أثر الصنع فيه، على معنى أنه يدعو الغافلين إلى السجود عند التأمل والتدبر فيه، قال الله تعالى ، { سنريهم آياتنا في الآفاق } (فصلت-53) . { والملائكة } ، خص الملائكة بالذكر مع كونهم من جملة ما في السموات والأرض تشريفاً ورفعاً لشأنهم . وقيل لخروجهم من الموصوفين بالدبيب إذ لهم أجنحة يطيرون بها . وقيل، أراد: ولله يسجد ما في السموات من الملائكة وما في الأرض من دابة، وتسجد الملائكة . { وهم لا يستكبرون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩
    +/- -/+  
الأية
50
 
{ يخافون ربهم من فوقهم ، { ، كقوله : { وهو القاهر فوق عباده } ( الأنعام - 18 ) { ويفعلون ما يؤمرون } . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنبأنا محمد بن سمعان ، حدثنا أبو بكر بن إبراهيم الشعرانبي ، حدثنا محمد بن يحيى الذهلي ، حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، حدثنا إسرائيل ، عن إبراهيم بن مهاجر ، عن مجاهد ، عن مورق ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إني أرى مالا ترون ، وأسمع مالا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، والذي نفسي بيده ما فيها موضع ، أربع أصابع إلا وفيه ملك يمجد الله ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً وما تلذذتم بالنساء على الفرشات ، ولصعدتم إلى الصعدات تجارون ، قال أبو ذر : يا ليتني كنت شجرة تعضد } . رواه أبو عيسى عن أحمد بن منيع ، عن أبي أحمد الزبيرى ، عن إسرائيل وقال : { إلا وملك واضع جبهته ساجداً لله } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَقَالَ اللهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَٰهَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ
    +/- -/+  
الأية
51
 
{ قوله تعالى : { وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين ، إنما هو إله واحد فإياي فارهبون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا ۚ أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ
    +/- -/+  
الأية
52
 
{ وله ما في السموات والأرض وله الدين ، { ، الطاعة والإخلاص ، { واصباً ، { ، دائماً ثابتاً . معناه : ليس من أحد يدان له ويطاع إلا انقطع ذلك عنه بزوال أو هلاك ، غير الله عز وجل ، فإن الطاعة تدوم له ولا تنقطع . { أفغير الله تتقون ، { ، أي : تخافون ، استفهام على طريق الإنكار.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ
    +/- -/+  
الأية
53
 
{ قوله تعالى : { وما بكم من نعمة فمن الله ، { ، أي : وما يكن بكم من نعمة فمن الله ، ، { ثم إذا مسكم الضر ، { ، القحط والمرض ، ، { فإليه تجأرون ، { ، تضجون وتصيحون بالدعاء والاستغاثة

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ
الأية
54] .
{ ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون }
.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ ۚ فَتَمَتَّعُوا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
    +/- -/+  
الأية
55
 
{ ليكفروا ، { ، ليجحدوا ،[ وهذه اللام تسمى لا العاقبة ، أي : حاصل أمرهم هو كفرهم ] { بما آتيناهم ، { أعطيناهم من النعماء وكشف الضراء والبلاء ، ، { فتمتعوا ، { ، أي : عيشوا في الدنيا المدة التي ضربتها لكم ، ، { فسوف تعلمون ، { عاقبة أمركم . هذا وعيد لهم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ۗ تَاللهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ
    +/- -/+  
الأية
56
 
{ ويجعلون لما لا يعلمون ، { ، له حقاً ، أي : الأصنام ، ، { نصيباً مما رزقناهم ، { ، من الأموال ، وهو ما جعلوا للأوثان من حروثهم و أنعامهم ، فقالوا : هذا لله بزعمهم ، وهذا لشركائنا . ثم رجع من الخبر إلى الخطاب فقال : { تالله لتسألن ، { ، يوم القيامة ، ، { عما كنتم تفترون ، { ، في الدنيا.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ
    +/- -/+  
الأية
57
 
{ ويجعلون لله البنات ، { ، وهم خزاعة وكنانة ، قالوا : الملائكة بنات الله تعالى } : سبحانه ولهم ما يشتهون ، { ، أي : ويجعلون لأنفسهم البنين الذين يشتهونهم ، فتكون ( ما ) في محل النصب ، ويجوز أن تكون على الابتداء فتكون ( ما ) في محل الرفع.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
58
 
{ وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً ، { ، متغيراً من الغم والكراهية ، ، { وهو كظيم ، { ،وهو ممتلئ حزناً وغيظاً ، فهو يكظمه أي : يمسكه ولا يظهره.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
    +/- -/+  
الأية
59
 
{ يتوارى } ، أي : يختفي ، ، { من القوم من سوء ما بشر به ، { ، من الحزن والعار ، ثم يتفكر : { أيمسكه ، { ، ذكر الكناية رداً على( ما ) { على هون } ، أي : هوان ، ، { أم يدسه في التراب } ، أي : يخفيه منه ، فيئده . وذلك : أن مضر وخزاعة وتميماً كانوا يدفنون البنات أحياء ، وخوفاً من الفقر عليهم ، وطمع غير الأكفاء فيهن ، وكان الرجل من العرب إذا ولدت له بنت وأراد أن يستحييها : ألبسها جبةً من صوف أو شعر ،وتركها ترعى له الإبل والغنم في البادية ، وإذا أراد أن يقتلها : تركها حتى إذا صارت سداسية ، قال لأمها: زينيها حتى أذهب بها إلى أحمائها ، وقد حفر لها بئراً في الصحراء ، فإذا بلغ بها البئر قال لها : انظري إلى هذه البئر ، فيدفعها من خلفها في البئر ، ثم يهيل على رأسها التراب حتى يستوي البئر بالأرض ، فذلك قوله عز وجل : { أيمسكه على هون أم يدسه في التراب } . وكان صعصعة عم الفرزدق إذا أحس بشيء من ذلك وجه إلى والد البنت إبلاً يحييها بذلك ، فقال الفرزدق يفتخر به . وعمي الذي منع الوائدات فأحيا الوئيد فلم توأد ، { ألا ساء ما يحكمون ، { ، بئس ما يقضون لله البنات ولأنفسهم البنين ، نظيره : { ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة ضيزى } ( النجم - 22 ) ، وقيل : بئس حكمهم وأد البنات

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
الأية
60] .
{ للذين لا يؤمنون بالآخرة ، { ، يعني : لهؤلاء الذين يصفون لله البنات ولأنفسهم البنين ، { مثل السوء ، { ، صفة السوء من الاحتياج إلى الولد ، وكراهية الإناث ، وقتلهن خوف الفقر ، ، { ولله المثل الأعلى ، { الصفة العليا ، وهي التوحيد وأنه لا إله إلا هو . وقيل : جميع صفات الجلال والكمال ، من العلم ،والقدرة ، والبقاء ، وغيرها من الصفات . قال ابن عباس : ( مثل السوء): النار ، و ( المثل الأعلى ) : شهادة أن لا إله إلا الله . { وهو العزيز الحكيم }
.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ
    +/- -/+  
الأية
61
 
{ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ، { ، فيعاجلهم بالعقوبة على كفرهم وعصيانهم ، ، { ما ترك عليها ، { ، أي : على الأرض ،كناية عن غير مذكور ، ، { من دابة } . وقال قتادة في الآية : قد فعل الله ذلك في زمن نوح ، فأهلك من على الأرض ، إلا من كان في سفينة نوح عليه السلام . روى أن أبا هريرة سمع رجلاً يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، فقال : بئس ما قلت إن الحبارى تموت في وكرها بظلم الظالم . وقال ابن مسعود : إن الجعل لتعذب في جحرها بذنب ابن آدم . وقيل : معنى الآية : لو يؤاخذ الله آباء الظالمين بظلمهم انقطع النسل ، ولم توجد الأبناء ، فلم يبق في الأرض أحد . { ولكن يؤخرهم إلى أجل ، { ، يمهلهم بحلمه إلى أجل ، ، { مسمىً ، { ، إلى منتهى آجالهم وانقطاع أعمارهم . { فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَىٰ ۖ لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ
    +/- -/+  
الأية
62
 
{ قوله عز وجل : { ويجعلون لله ما يكرهون ، { ، لأنفسهم يعني البنات ، ، { وتصف ، { ، أي : تقول ، ، { ألسنتهم الكذب أن لهم الحسنى ، { ، يعني البنين ، محل ( إن )نصب بدل عن الكذب . قال يمان : يعني ب ( الحسنى ) : الجنة في المعاد ، إن كان محمد صادقاً في البعث . { لا جرم ، { حقاً . قال ابن عباس : بلى ، ، { أن لهم النار ، { ، في الآخرة ، ، { و أنهم مفرطون ، { ، قرأ نافع بكسر الراء أي : مسرفون . وقرأ أبو جعفر بتشديد الراء وكسرها أي : مضيعون أمر الله . وقرأ الآخرون بفتح الراء وتخفيفها أي : منسيون في النار ، قاله ابن عباس . وقال سعيد بين جبير : مبعدون . وقال مقاتل : متروكون وقال قتادة : معجلون إلى النار قال الفراء : مقدمون إلى النار ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : { أنا فرطكم على الحوض } ، أي : متقدمكم.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
    +/- -/+  
الأية
63
 
{ تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ، { كما أرسلنا إلى هذه الأمة ، ، { فزين لهم الشيطان أعمالهم ، { ، الخبيثة ، ، { فهو وليهم ، { ، ناصرهم ، ، { اليوم ، { ، وقرينهم ، سماه ولياً لهم ، لطاعتهم إياه ، ، { ولهم عذاب أليم ، { ، في الآخرة.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
    +/- -/+  
الأية
64
 
{ وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه ، { ، من الدين والأحكام ، ، { وهدىً ورحمةً لقوم يؤمنون ، { ، أي : ما أنزلنا عليك الكتاب إلا بياناً وهدىً ورحمة ، فالهدى والرحمة عطف على قوله ( لتبين ).

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَاللهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
    +/- -/+  
الأية
65
 
{ والله أنزل من السماء ماءً ، { ، يعني : المطر : { فأحيا به الأرض ، { ، بالنبات ، ، { بعد موتها ، { ، يبوستها ، ، { إن في ذلك لآية لقوم يسمعون ، { ، سمع القلوب لا سمع الآذان.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ
    +/- -/+  
الأية
66
 
{ وإن لكم في الأنعام لعبرةً ، { ، لعظة ، ، { نسقيكم ، { ، بفتح النون هاهنا وفي المؤمنين ، قرأ ابن نافع و ابن عامر و أبو بكر و يعقوب والباقون بضمها وهما لغتان . { مما في بطونه ، { ، قال الفراء : رد الكناية إلى النعم ، والأنعام واحد . ولفظ النعم مذكر ، قال أبو عبيدة ، و الأخفش : النعم يذكر ويؤنث ، فمن أنث فلمعنى الجمع ومن ذكر فحكم اللفظ . قال الكسائي : رده إلى ما يعني في بطون ما ذكرنا . وقال المؤرخ : الكناية مردودة إلى البعض والجزء ، كأنه قال : نسقيكم مما في بكونه اللبن ، إذ ليس لكلها لبن ، واللبن فيه مضمر . { من بين فرث ، { ،وهو ما في الكرش من الثقل ، فإذا خرج منه لا يسمى فرثاً ، ، { ودم لبناً خالصاً ، { ، من الدم والفرث ليس عليه لون دم ولا رائحة الرفث . { سائغاً للشاربين ، { ، هنيئاً يجري على السهولة في الحلق . وقيل : إنه لم يغص أحد باللبن قط . قال ابن عباس : إذا أكلت الدابة العلف واستقر في كرشها وطحنته فكان أسفله فرثاً ، وأوسطه اللبن ، وأعلاه الدم ،والكبد مسلطة عليها ، تقسمها بتقدير الله تعالى ، فيجري الدم في العروق ، واللبن في الضرع ،ويبقى الفرث كما هو.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
    +/- -/+  
الأية
67
 
{ ومن ثمرات النخيل والأعناب ، { ، يعني : ولكم أيضاً عبرة فيما نسقيكم ونرزقكم من ثمرات النخيل والأعناب ، ، { تتخذون منه ، { والكناية في ، { منه ، { عائدة إلى ( ما ) محذوفة أي : ما تتخذون منه ، ، { سكراً ورزقاً حسناً } . قال قوم : ( السكر ) : الخمر ، و ( الرزق الحسن ) : الخل ، والزبيب , والتمر والرب ، قالوا : وهذا قبل تحريم الخمر . وإلى هذا ذهب ابن مسعود وابن عمر ، و سعيد بن جبير ، و الحسن و مجاهد . وقال الشعبي : ( السكر ) : ما شربت ، و ( الرزق الحسن ) : ما أكلت . وروى العوفي عن ابن عباس : أن ( السكر ) هو الخل ، لغة الحبشة . وقال بعضهم : ( السكر ) النبيذ المسكر ، وهو نقيع التمر والزبيب إذا اشتد ، والمطبوخ من العصير ، وهو قول الضحاك و النخعي . ومن يبيح شرب النبيذ ومن حرمه يقول : المراد من الآية : الإخبار لا الإحلال . وأولى الأقاويل أن قوله : { تتخذون منه سكراً ، { منسوخ ، روي عن ابن عباس قال ( السكر ) [ ما حرم ] من ثمرها ، و( الرزق الحسن ) : ما أحل . وقال أبو عبيدة : ( السكر ) : الطعم ، يقال هذا سكر لك أي : طعم . { إن في ذلك لآية لقوم يعقلون } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ
    +/- -/+  
الأية
68
 
{ وأوحى ربك إلى النحل ، { ، أي : ألهمها وقذف في أنفسها ، ففهمته ، والنحل : زنابير العسل ، واحدتها نحلة . { أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون ، { ، يبنون ، وقد جرت العادة أن أهلها يبنون لها الأماكن ، فهي تأوي إليها ، قال ابن زيد : هي الكروم

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
    +/- -/+  
الأية
69
 
{ ثم كلي من كل الثمرات ، { ، ليس معنى الكل العموم ، وهو كقوله تعالى : { وأوتيت من كل شيء } ( النمل - 23 ) . { فاسلكي سبل ربك ذللاً } . قيل : هي نعت الطرق ، يقول : هي مذللة للنحل سهلة المسالك . قال مجاهد : لا يتوعر عليها مكان سلكته . وقال آخرون : الذلل نعت النحل ، أي : مطيعة منقادة بالتسخير . يقال : إن أربابها ينقلونها من مكان إلى مكان ولها يعسوب إذا وقف وقفت وإذا سار سارت . { يخرج من بطونها شراب ، { ، يعني : العسل ، { مختلف ألوانه ، { ، أبيض وأحمر وأصفر . { فيه شفاء للناس ، { ، أي : في العسل . وقال مجاهد : أي في القرآن ، والأول أولى . أنبأنا إسماعيل بن عبد القاهر ، حدثنا عبد الغافر بن محمد ، حدثنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن مثنى ، أخبرنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد الخدري قال : { جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسقه عسلاً ، فسقاه ثم جاء فقال : إني سقيته فلم يزده إلا استطلاقا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له ثلاث مرات ، ثم جاء الرابعة فقال : اسقه عسلاً ، قال : قد سقيته فلم يزده إلا استطلاقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق الله وكذب بطن أخيك ، فسقاه فبرأ }. قال ابن مسعود : العسل شفاء من كل داء ، والقرآن شفاء لما في الصدور . وروي عنه أنه قال : عليكم بالشفاءين القرآن والعسل . { إن في ذلك لآيةً لقوم يتفكرون ، { ، فيعتبرون

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ۚ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
الأية
70] .
{ والله خلقكم ثم يتوفاكم ، { صبياناً أو شباناً أو كهولاً ، ، { ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ، { ، أردئه قال مقاتل : يعني الهرم . قال قتادة : أرذل العمر تسعون سنة . روي عن علي قال : أرذل العمر خمس وسبعون سنة . وقيل : ثمانون سنة . { لكي لا يعلم بعد علم شيئا ، { ، لكيلا يعقل بعد عقله الأول شيئاً ، ، { إن الله عليم قدير }
. أنبأنا عبد الواحد المليحي ، حدثنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد ابن يوسف ، حدثنا إسماعيل ، [ حدثنا موسى بن إسماعيل ] ، حدثنا هارون بن موسى ، حدثنا عبد الله ا لأعور ، عن شعيب ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : { أعوذ بك من البخل ، والكسل ، وأرذل العمر ، وعذاب القبر ، وفتنة الدجال ، وفتنة المحيا والممات } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ۚ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَىٰ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ ۚ أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ
    +/- -/+  
الأية
71
 
{ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ، { ، بسط على واحد ، وضيق على الآخر ، وقلل وكثر . { فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم ، { ، من العبيد ، ، { فهم فيه سواء ، { ، أي : حتى يستووا هم وعبيدهم في ذلك . يقول الله تعالى : لا يرضون أن يكونوا هم ومماليكهم فيما رزقهم سواء ، وقد جعلوا عبيدي شركائي في ملكي وسلطاني . يلزم به الحجة على المشركين . قال قتادة : هذا مثل ضربه الله عز وجل ، فهل منكم أحد يشركه مملوكه في زوجته وفراشه وماله ؟ أفتعدلون بالله خلقه وعباده ؟؟ . { أفبنعمة الله يجحدون ، { ، بالإشراك به ، وقرأ أبو بكر بالتاء لقوله ، { والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ، { ، والآخرون بالياء لقوله : { فهم فيه سواء } .

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ۚ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ
    +/- -/+  
الأية
72
 
{ قوله تعالى : { والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً ، { ، يعني : النساء ، خلق من آدم زوجته حواء . وقيل : ( من أنفسكم ) أي : من جنسكم أزواجاً . { وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ، { ، قال ابن مسعود ، و النخعي : الحفدة أختان الرجل على بناته . وعن ابن مسعود أيضاً : أنهم الأصهار ، فيكون معنى الآية على هذا القول : وجعل لكم من أزواجكم بنين وبنات ، تزوجونهم فيحصل بسببهم الأختان والأصهار . وقال عكرمة ، و الحسن ، و الضحاك : هم الخدم . وقال مجاهد : هم الأعوان ، من أعانك فقد حفدك . وقال عطاء : هم ولد ولد الرجل ، الذين يعينونه ويخدمونه . وقال قتادة : مهنة يمتهنونكم ويخدمونكم من أولادكم . قال الكلبي و مقاتل : ( البنين ) الصغار ، و ( الحفدة ) : كبار الأولاد الذين يعينونه على عمله . وروى مجاهد و سعيد بن جبير عن ابن عباس : أنهم ولد الولد . وروى العوفي عنه : أنهم بنو امرأة الرجل ليسوا منه . { ورزقكم من الطيبات ، { من النعم والحلال ، ، { أفبالباطل ، { ، يعني الأصنام ، ، { يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون ، { ؟ يعني التوحيد والإسلام . وقيل : ( الباطل ): الشيطان ، أمرهم بتحريم البحيرة ، والسائبة ، و( بنعمة الله ) أي : بما أحل الله لهم ( يكفرون ) : يجحدون تحليله.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ
    +/- -/+  
الأية
73
 
{ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً من السموات ، { ، يعني المطر ، ، { والأرض ، { ، يعني النبات ، ، { شيئاً ، { ، قال الأخفش : هو بدل من الرزق ، معناه : أنهم لا يملكون من أمر الرزق شيئاً ، قليلاً ولا كثيراً . وقال الفراء : نصب ( شيئاً ) بوقوع الرزق عليه ، أي : لا يرزق شيئاً ، ، { ولا يستطيعون ، { ، ولا يقدرون على شيء ، يذكر عجز الأصنام عن إيصال نفع أو دفع ضر.

 
Tafseer Al-Baghawiy  تفسير البغوي
فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ۚ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
    +/- -/+