إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلّت← بمعنى المضارع: أي تظل، أي تدوم أعناقهم
لها خاضعين← فيؤمنون، ولما وصفت الأعناق بالخضوع الذي هو لأربابها جمعت الصفة جمع
العقلاء .
قال ← تعالى: كلا ← لا يقتلونك فاذهبا ← أي أنت وأخوك، ففيه تغليب الحاضر على
الغائب بآياتنا إنا معكم مستمعون ← ما تقولون وما يقال لكم، أجريا مجرى الجماعة .
قال ← فرعون لموسى ألم نربِّك فينا ← في منازلنا وليدا ← صغيرا قريبا من
الولادة بعد فطامه ولبثت فينا من عمرك سنين ← ثلاثين سنة يلبس من ملابس فرعون
ويركب من مراكبه وكان يسمى ابنه .
وتلك نعمةٌ تمنُّها عليَّ ← أصله تمن بها عليَّ أن عبدت بني إسرائيل ← بيان
لتلك: أي اتخذتهم عبيدا ولم تستعبدني لا نعمة لك بذلك لظلمك باستعبادهم وقدر بعضهم
أول الكلام همزة استفهام للإنكار .
قال فرعون ← لموسى وما رب العالمين ← الذي قلت إنك رسوله أي: أي شيء هو ولما لم
يكن سبيل للخلق إلى معرفة حقيقته تعالى وإنما يعرفونه بصفاته أجابه موسى عليه
الصلاة والسلام ببعضها .
قال← فرعون أآمنتم← بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا له← لموسى قبل أن آذن← أنا لكم إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ← فعلَّمك شيئا منه وغلبكم بآخر فلسوف
تعلمون ← ما ينالكم مني لأقطعنَّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ← أي يد كل واحد اليمنى
ورجله اليسرى ولأصلبنكم أجمعين } .
وأوحينا إلى موسى ← بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بآيات الله إلى الحق فلم يزيدوا
إلا عتوا أن أسر بعبادي ← بني إسرائيل وفي قراءة بكسر النون ووصل همزة أسر من سرى
لغة في أسرى أي سر بهم ليلا إلى البحر إنكم مُتَّبعون ← يتبعكم فرعون وجنوده
فيلجون وراءكم البحر فأنجيكم وأغرقهم .
قال تعالى: فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ← فضربه فانفلق ← فانشق اثنى
عشر فرقا فكان كل فرق كالطود العظيم ← الجبل الضخم بينهما مسالك سلكوها لم يبتل
منها سرج الراكب ولا لبده .
إن في ذلك ← إغراق فرعون وقومه لآيةٌ ← عبرة لمن بعدهم وما كان أكثرهم مؤمنين
← بالله لم يؤمن منهم غير آسية امرأة فرعون وحزقيل مؤمن آل فرعون ومريم بنت ناموصى
التي دلت على عظام يوسف عليه السلام .