{ مكية إلا أربع آيات من آخر السورة من قوله: '' والشعراء يتبعهم الغاوون }. وروينا عن ابن عباس /أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:'' أعطيت طه والطواسين من اللوح المحفوظ }. بسم الله الرحمن الرحيم 1- '' طسم'' قرأ حمزة، والكسائي، وأبو بكر: طسم، وطس، وحم، ويس بكسر الطاء والياء والحاء، وقرأ أهل المدينة بين الفتح والكسر، وقرأ الآخرون بالفتح على التفخيم،وأظهر النون في يس عند الميم من طسم: أبو جعفر، وحمزة، وأخفاها الآخرون. وروي عن عكرمة عن ابن عباس قال: طسم عجزت العلماء عن تفسيرها. وروى علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس:أنه قسم، وهو من أسماء الله تعالى، وقال قتادة: اسم من أسماء القرآن. وقال مجاهد: اسم للسورة. قال محمد بن كعب القرظي: أقسم الله بطوله وسنائه وملكه.
{ لعلك باخع نفسك'' ،قاتل نفسك ، { أن لا يكونوا مؤمنين } ، أي: إن لم يؤمنوا، وذلك حين كذبه أهل مكة فشق عليه ذلك، وكان يحرص على إيمانهم، فأنزل الله هذه الآية.
{ إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } ، قال قتادة: لو شاء الله لأنزل عليهم آية يذلون بها، فلا يلوي أحد منهم عنقه إلى معصية الله وقال ابن جريج: معناه: لو شاء الله لأراهم أمراً من أمره، لا يعمل أحد منهم بعده معصية. وقوله عز وجل:'' خاضعين ، { ولم يقل خاضعة وهي صفة الأعناق،وفيه أقاويل: أحدها: أراد أصحاب الأعناق، فحذف الأصحاب وأقام الأعناق مقامهم، لأن الأعناق إذا خضعت فأربابها خاضعون، فجعل الفعل أولاً للأعناق، ثم جعل خاضعين للرجال. وقال الأخفش: رد الخضوع على المضمر الذي أضاف الأعناق إليه. وقال قوم: ذكر الصفة لمجاورتها المذكر، وهو قوله هم على عادة العرب في تذكير المؤنث إذا أضافوه إلى مذكر، وتأنيث المذكر إذا أضافوه إلى مؤنث. وقيل: أراد فظلوا خاضعين فعبر بالعنق عن جميع البدن، كقوله: '' ذلك بما قدمت يداك } (الحج-10) و'' ألزمناه طائره في عنقه } (الإسراء-13). وقال مجاهد: أراد بالأعناق الرؤساء والكبراء،أي: فظلت كبراؤهم خاضعين. وقيل: أراد بالأعناق الجماعات،يقال: جاء القوم عنقاً عنقاً، أي:جماعات وطوائف. وقيل:إنما قال خاضعين على وفاق رؤوس الآي ليكون على نسق واحد.
{ وما يأتيهم من ذكر } ، وعظ وتذكير، { من الرحمن محدث } ، أي: محدث إنزاله، فهو محدث في التنزيل. قال الكلبي: كلما نزل شيء من القرآن بعد شيء فهو أحدث من الأول، { إلا كانوا عنه معرضين } ، أي: عن الإيمان به.
{ أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج } ، صنف وضرب، { كريم } ، حسن من النبات مما يأكل الناس والأنعام، يقال: نخلة كريمة إذا طاب حملها، وناقة كريمة إذا كثر لبنها. قال الشعبي: الناس من نبات الأرض فمن دخل الجنة فهو كريم، ومن دخل النار فهو لئيم.
{ إن في ذلك } ، الذي ذكرت، { لآيةً } ، دلالة على وجودي وتوحيدي وكمال قدرتي، { وما كان أكثرهم مؤمنين'' ،مصدقين، أي: سبق علمي فيهم أن أكثرهم لا يؤمنون. وقال سيبويه: كان هاهنا صلة، مجازه: وما أكثرهم مؤمنين.
{ قوله عز وجل: 10- '' وإذ نادى ربك موسى } ، واذكر يا محمد إذ نادى ربك موسى حين رأى الشجرة والنار، { أن ائت القوم الظالمين } ، يعني: الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية، وظلموا بني إسرائيل باستعبادهم وسومهم سوء العذاب.
{ ويضيق صدري } ، من تكذيبهم إياي، { ولا ينطلق لساني } ، قال: هذا للعقدة التي كانت على لسانه، قرأ يعقوب ويضيق، ولا ينطلق بنصب القافين على معنى وأن يضيق، وقرأ العامة برفعهما رداً على قوله: إني أخاف { فأرسل إلى هارون } ، ليوازرني ويظاهرني على تبليغ الرسالة.
{ قال } ، الله تعالى، { كلا } ، أي: لن يقتلوك، { فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون } ، سامعون ما يقولون، ذكر معكم بلفظ الجمع، وهما اثنان، أجراهما مجرى الجماعة. وقيل: أراد معكما ومع بني إسرائيل نسمع ما يجيبكم فرعون.
{ فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين } ، ولم يقل: رسولا رب العالمين، لأنه أراد الرسالة، أي: أنا ذو رسالة رب العالمين، كما قال كثير: لقد كذب الواشون ما بحت عندهم بسر ولا أرسلتهم برسول أي: بالرسالة، وقال أبو عبيدة: يجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين والجمع، تقول العرب: هذا رسولي ووكيلي وهذان وهؤلاء رسولي ووكيلي، كما قال الله تعالى: '' وهم لكم عدو } (الكهف-50)، وقيل: معناه كل واحد منا رسول رب العالمين.
{ أن أرسل } ، أي: بأن أرسل، { معنا بني إسرائيل'' ،إلى فلسطين، ولا تستعبدهم، وكان فرعون استعبدهم أربعمائة سنة، وكانوا في ذلك الوقت ستمائة وثلاثين ألفاً، فانطلق موسى إلى مصر وهارون بها فأخبره بذلك. وفي القصة: أن موسى رجع إلى مصر وعليه جبة صوف وفي يده عصا، والمكتل معلق في رأس العصا، وفيه زاده، فدخل دار نفسه وأخبر هارون بأن الله أرسلني إلى فرعون وأرسلني إليك حتى تدعوا فرعون إلى الله، فخرجت أمهما/وصاحت وقالت: إن فرعون يطلبك ليقتلك فلو ذهبتما إليه قتلكما فلم يمتنع موسى لقولها، وذهبا إلى باب فرعون ليلاً، ودقا الباب، ففزع البوابون وقالوا من بالباب؟ وروي أنه اطلع البواب عليهما فقال من أنتما؟ فقال موسى: أنا رسول رب العالمين، فذهب البواب إلى فرعون وقال: إن مجنوناً بالباب يزعم أنه رسول رب العالمين، فترك حتى أصبح، ثم دعاهما. وروي أنهما انطلقا جميعاً إلى فرعون فلم يؤذن لهما سنة في الدخول عليه، فدخل البواب فقال لفرعون: هاهنا إنسان يزعم أنه رسول رب العالمين، فقال فرعون: ائذن له لعلنا نضحك منه، فدخلا عليه وأديا رسالة الله عز وجل، فعرف فرعون موسى، لأنه نشأ في بيته.
{ وفعلت فعلتك التي فعلت } ، يعني: قتل القبطي، { وأنت من الكافرين } ، قال الحسن والسدي: يعني وأنت من الكافرين بإلهك وكنت على ديننا هذا الذي تعيبه. وقال أكثر المفسرين: معنى قوله: وأنت من الكافرين، وكفرت بنعمتنا. أي: من الجاحدين لنعمتي وحق تربيتي،يقول ربيناك فينا فكافأتنا أن قتلت منا نفساً، وكفرت بنعمتنا. وهذ رواية العوفي عن ابن عباس، وقال: إن فرعون لم يكن يعلم ما الكفر بالربوبية.
{ قال'' ،موسى، { فعلتها إذاً } ، أي: فعلت ما فعلت حينئذ، { وأنا من الضالين } ، أي: من الجاهلين، أي: لم يأتني من الله شيء. وقيل: من الجاهلين بأن ذلك يؤدي إلى قتله. وقيل: من الضالين عن طريق الصواب من غير تعمد. وقيل: من المخطئين.
{ وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل } ، اختلفوا في تأويلها: فحملها بعضهم على الإقرار وبعضهم على الإنكار. فمن قال هو إقرار، قال عدها موسى نعمة منه عليه حيث رباه، ولم يقتله كما قتل سائر غلمان بني إسرائيل، ولم يستعبده كما استعبد بني إسرائيل، مجازه: بلى وتلك نعمة علي أن عبدت بني إسرائيل، وتركتني فلم تستعبدني. ومن قال: هو إنكار قال قوله: وتلك نعمة هو على طريق الاستفهام، أي: أو تلك نعمة؟ حذف ألف الاستفهام، كقوله: :أفهم الخالدون؟ قال الشاعر: تروح من الحي أو تبتكر وماذا يضرك لو تنتظر؟ أي: أتروح من الحي؟ قال عمر بن أبي ربيعة: لم أنس يوم الرحيل وفقتها وطرفها في دموعها غرق وقولها والركاب واقفة تتركني هكذا وتنطلق؟ أي: أتتركني، يقول: تمن علي أن ربيتني، وتنسى جنايتك على بني إسرائيل بالاستعباد والمعاملات القبيحة؟. أو يريد: كيف تمن علي بالتربية وقد استعبدت قومي، ومن أهين قومه ذل، فتعبيدك بني إسرائيل قد أحبط إحسانك إلي. وقيل: معناه تمن علي بالتربية. وقوله: '' أن عبدت بني إسرائيل } ، أي: باستعبادك بني إسرائيل وقتلك أولادهم، دفعت إليك حتى ربيتني وكفلتني ولو لم تستعبدهم وتقتلهم كان لي من أهلي من يربيني ولم يلقوني في اليم، فأي نعمة لك علي؟. قوله: '' عبدت } ، أي: اتخذتهم عبيداً، يقال: عبدت فلاناً، وأعبدته، وتعبدته، واستعبدته، أي: اتخذته عبداً.
{ قال فرعون وما رب العالمين } ، يقول: أي شيء رب العالمين الذي تزعم أنك رسوله إلي؟ يستوصفه إلهه بما وهو سؤال عن جنس الشيء، والله منزه عن الجنسية، فأجابه موسى عليه السلام بذكر أفعاله التي يعجز الخلق عن الإتيان بمثلها.
{ قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين } ، أنه خالقهما. قال أهل المعاني: أي كما توقنون هذه الأشياء التي تعاينونها فأيقنوا أن إله الخلق هو الله عز وجل، فلما قال موسى ذلك تحير فرعون في جواب موسى.
{ قال لمن حوله } ، من أشراف قومه. قال ابن عباس: كانوا خمس مائة رجل عليهم الأسورة، قال لهم فرعون استبعاداً لقول موسى: '' ألا تستمعون } ، وذلك أنهم كانوا يعتقدون أن آلتهم ملوكهم، فزادهم موسى في البيان.
{ قال } ، يعني: فرعون: '' إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } ، يتكلم بكلام لا نعقله ولا نعرف صحته، وكان عندهم أن من لا يعتقد ما يعتقدون ليس بعاقل، فزاد موسى في البيان.
{ قال } ، فرعون - حين لزمته الحجة وانقطع عن الجواب - تكبراً عن الحق: '' لئن اتخذت إلهاً غيري لأجعلنك من المسجونين } ، من المحبوسين، قال الكلبي: كان سجنه أشد من القتل، لأنه كان يأخذ الرجل فيطرحه في مكان وحده فرداً لا يسمع ولا يبصر فيه شيئاً، يهوي به في الأرض.
{ قال ، { له موسى حين توعده بالسجن } : أو لو جئتك } ، أي: وإن جئتك، { بشيء مبين } ، بآية مبينة، ومعنى الآية: أتفعل ذلك وإن أتبتك بحجة بينة؟ وإنما قال ذلك موسى لأن من أخلاق الناس السكون إلى الإنصاف والإجابة إلى الحق بعد البيان.
{ وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون } ، يتبعكم فرعون وقومه ليحولوا بينكم وبين الخروج من مصر. وروي عن ابن جريحقال: أوحى الله تعالى إلى موسى: أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أهل أبيات في بيت، ثم اذبحوا أولاد الضأن، قاضربوا بدمائها على أبوابكم، فإني سآمر الملائكة فلا يدخلوا بيتاً على بابه دم، وسآمرهافتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأموالهم، ثم اخبزوا خبزاً فطيراً فإنه أسرع لكم ثم أسر بعبادي حتى تنتهي إلى البحر، فيأتيك أمري، ففعل ذلك، فلما أصبحوا قال فرعون: هذا عمل موسى وقومه، قتلوا أبكارنا من أنفسنا، وأخذوا أموالنا. فأرسل في أثره ألف ألف وخمسمائة ألف ملك مسور مع كل ملك ألف، وخرج فرعون في الكرسي العظيم.
{ فأرسل فرعون في المدائن حاشرين } ، يحشرون الناس يعني: الشرط ليجمعوا السحرة. وقيل: حتى يجمعوا له الجيش، وذكر بعضهم: أنه كان له ألف مدينة واثنا عشرة ألف قرية.
{ إن هؤلاء لشرذمة } ، عصابة { قليلون } ، والشرذمة القطعة من الناس غير الكثير، وجمعها شراذم. قال أهل التفسير: كانت الشرذمة الذين قللهم فرعون ستمائة ألف. وعن ابن مسعود قال: كانوا ستمائة وسبعين ألفاً ولا يحصى عدد أصحاب فرعون.
{ وإنا لجميع حاذرون } ، قرأ أهل الحجاز والبصرة: حذرون وفرهين بغير ألف، وقرأ الآخرون حاذرون و فارهين بالألف فيهما، وهما لغتان. وقال أهل التفسير: حاذرون، أي مؤدون ومقوون، أي: ذوو أداة وقوة مستعدون شاكون في السلاح، ومعنى حذرون أي: خائفون شرهم. وقال الزجاج: الحاذر: المستعد، والحذرة: المتيقظ. وقال الفراء: الحاذر: الذي يحذرك الآن، والحذر: المخوف. وكذلك لا تلقاه إلا حذراً، والحذر: اجتناب الشيء خوفاً منه.
{ وكنوز } ، يعني الأموال الظاهرة من الذهب والفضة. قال مجاهد: سماها كنوزاً لأنه لم يعط حق الله منها، وما لم يعط حق الله منه فهو كنز، وإن كان ظاهراً، قيل: كان لفرعون ثمانمائة ألف غلام، كل غلام على فرس عتيق، في عنق كل فرس طوق من ذهب، { ومقام كريم } ، أي: مجلس حسن، قال المفسرون: أراد مجالس الأمراء والرؤساء التي كانت تحفها الأتباع. وقال مجاهد وسعيد ابن جبير: هي المنابر. وذكر بعضهم: أنه كان إذا قعد على سريره وضع بين يديه ثلاثمائة كرسي من ذهب يجلس عليها الأشراف عليهم الأقبية من الديباج مخوصة بالذهب.
{ كذلك } ، كما وصفنا، { وأورثناها } ، بهلاكهم، { بني إسرائيل } ، وذلك أن الله تعالى رد بني إسرائيل إلى مصر بعدما أغرق فرعون وقومه، فأعطاهم جميع ما كان لفرعون وقومه من الأموال والمساكن.
{ فلما تراء الجمعان } ، أي: تقابلا بحيث يرى كل فريق صاحبه، وكسر حمزة الراء من تراءى وفتحها الآخرون. '' قال أصحاب موسى إنا لمدركون } ، أي: سيدركنا قوم فرعون ولا طاقة لنا بهم.
{ فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق } ، أي: فضربه فانفلق فانشق، { فكان كل فرق } ، قطعة من الماء، { كالطود العظيم } ، كالجبل الضخم، قال ابن جريج وغيره: لما انتهى موسى إلى البحر هاجت الريح، والبحر يرمي بموج مثل الجبال، فقال يوشع: يامكلم الله أين أمرت فقد غشينا فرعون والبحر أمامنا؟ قال موسى: ها هنا، فخاض يوشع الماء وجاز البحر، ما يواري حافر دابته الماء: وقال الذي يكتم إيمانه: يا مكلم الله أين أمرت؟ قال: ها هنا، فكبح فرسه بلجامه حتى طار الزبد من شدقيه، ثم أقحمه البحر، فارتسب في الماء، وذهب القوم يصنعون مثل ذلك، فلم يقدروا، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع، فأوحى الله إليه: أن اضرب بعصاك البحر، فضربه فانفلق، فإذا الرجل واقف على فرسه لم يبتل سرجه ولا لبده.
{ وأزلفنا } ، يعني: وقربنا { ثم الآخرين } ، يعني: قوم فرعون، يقول: قدمناهم إلى البحر، وقربناهم إلى الهلاك، وقال أبو عبيدة: زأزلفنا جمعنا، ومنه ليلة المزدلفة أي: ليلة الجمع. وفي القصة أن جبريل كان بين بني إسرائيل وقوم فرعون وكان يسوق بني إسرائيل، ويقولون: ما رأينا أحسن سياقة من هذا الرجل، وكان يزع قوم فرعون، وكانوا يقولون: ما رأينا أحسن زعة من هذا.
{ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين } ، أي: من أهل مصر، قيل: لم يكن آمن من أهل مصر إلا آسية امرأة فرعون وحزبيل المؤمن، ومريم بنت ناقوسا التي دلت على عظام يوسف عليه السلام.
{ قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين } ، أي: نقيم على عبادتها. قال بعض أهل العلم: إنما قال: '' فنظل ، { لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار، دون الليل، يقال: ظل يفعل كذا إذا فعل بالنهار.